رصاصة تصيب إسرائيلياً وُجد في مكان ليس من المفترض وجوده فيه
منصور منصور - مراسل الحدود لشؤون فيزيائيات المقذوفات السياسية
٢٢ نوفمبر، ٢٠٢١

عند باب السلسلة في مدينة القدس، انطلقت رصاصة من رشاش كارلو واستقرت في جسد مستوطن إسرائيلي وقف في مسارها، نظراً لوجوده في مكان ليس من المفترض وجوده فيه؛ لا هو ولا عائلته، ولا جيرانه في المستوطنة، ولا الجنود الذين وقفوا عند جثته الهامدة، ولا المسعفون الذين هرعوا لإنقاذه، ولا المشرّح الذي استخرج الرصاصة من جسده، ولا القبر الذي سينقبر فيه.
ومثلّت الرصاصة درساً قصيراً، سريعاً وأخيراً للمستوطن الطائش، يُذكر أصدقاءه وجموع الإسرائيليين بضرورة الالتزام بتعليمات السلامة وعدم الوجود في أماكن غير آمنة دون إذن سكانها، وأهمية الحفاظ على أرواحهم آمنة في بولندا أو روسيا أو الولايات المُتحدة، لحماية أنفسهم من الرصاصة التي - خلافاً للإسرائيلي - استقرت في مكانها الصحيح.
وتتميز الرصاصة هذه بكونها رصاصة ومرآة في نفس الوقت؛ منحت المستوطن فرصة أن يرى نفسه فيها ويتذكّر كيف قامت "دولته"، إذ تعكس له شكل العنف الذي مارسه وأباه وجده قبل أن تنكسر في أحشائه كنذير شؤم فوريٍ أبعد من مجرد سنوات قليلة من الحظ السيء.
وكان مُطلق الرصاصة قد تنكّر في زيّ حاخام، ليمنح درساً مجانياً للمستوطنة الرعناء التي تُسمي نفسها إسرائيل، بأنّ تمختُر الحاخامات المُسلحين داخل أسوار المدينة ينافي تعليمات السلامة أيضاً، مثله مثل دس سكاكين المطبخ فوق جثث الفلسطينيين، لعلّها تتعلم ألف باء المنطق وتتوقف عن سرد قصص قبل النوم على نفسها وعلى أذن القادة الأوروبيين والأمريكيين ليغطوا بالنوم ظنّاً منهم بأنهم آمنون في أسرّتهم من رصاصة تشبهها.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.