لايف ستايل، تقرير

هكذا صمد حُب هذين العاشقين في وجه ازدحام الرصيف ورغبة الناس في العبور للشارع

سميرة كوستير - مراسلة الحدود لشؤون مزاحمة العشاق

Loading...
صورة هكذا صمد حُب هذين العاشقين في وجه ازدحام الرصيف ورغبة الناس في العبور للشارع

في شارع الشباشب الواقع في وسط البلد، على رصيف يعجُّ بالمارّة والمتسولين والباعة المتجولين وأشجار النخيل، بين دخان السيارات وعلى أنغام بائع الخُردة، فوق الحصى وأعقاب السجائر وعُلب العصير الدَبِقة والخراء الطافح من الحفاضات؛ تلمحهما هناك، عاشق عشريني وعاشقة عشرينية، عصافير تُزقزق بالحب، تلحظهما عن بعد أمتار يشبكان أصابعهما بقوة عصيّة على التفريق، لا تُخطئهما عيناك، ليس بفعل عنفوان الحب الطافح منهما على الرصيف، بل لأنّ الحب فاض على المارّة وعطلّ السير والسائرين والحيوانات المشردة على بعد ثلاثة أمتار من خلوتهما الرومنسية. 

من الواضح أنّ العاشقين كانا يحاولان إعادة تمثيل فيلم "نهر الحُب"، غير أنّ حبهما أقوى وأكبر من حب فاتن حمامة وعمر الشريف، لأنّهما يحاكيان مشهداً رومانسياً صُوّر على ضفاف نهر النيل عام ١٩٦٠ رغم الكثافة السُكانية والتلوث وأزمة المياه والزوامير التي نعيشها اليوم. 

استمرت قلوبهما بالخفقان وأياديهما بالتشابك وسط الجموع ولم يقف في وجه حُبهما سيل الشتائم من المارّة عديمي المشاعر، الذين لم يتوقفوا عن التدافع ومحاولة تفريق العاشقين وكأنّ الوصول إلى وجهاتهم في الموعد أهم من نهر الحب الخالد.  

<b>نواهد ❤️ </b><b>فوزي </b>
نواهد ❤️ فوزي 

تقول العاشقة نواهد فُستق إنّ الحب الذي تُكنه لفوزي قراقيش يُلحّ على فؤادها ويجتاح حواسها في أوقات الازدحام المروري عند الظهيرة "في تلك اللحظات الخلابّة التي تمتلئ فيها الشوارع والأرصفة بالمارّة الغاضبين، تجتاحني رغبة جامحة بالإعلان عن حبي أمامهم وإخبارهم بأن كل شيء في العالم سيكون بخير، لأنني أنا وحبيبي فوزي بخير، وعضلات رُسغينا بخير، قوية وفولاذية". 

وتؤكد نواهد أنّها ترفض أن تسلك طرق العشاق التقليدية "لا، لن أُعبّر عن حبي لفوزي بمنشور على الفيسبوك يقرأه الناس في أوقات فراغهم، سأقول لهم هنا والآن كم أحبه، أحبه ويُحبني حباً حقيقياً عليّ مشاركته مع كل العالم دون مبالاة بكل العالم، يصرخ من أعالي الشارع في وجه الأفراد العالقين خلفي وخلف فوزي، الذين يزيدون مع مرور كل دقيقة وكأنّ حُبّنا عدوى تلحقها الجماهير المتزايدة من كل طرفٍ وبابٍ وزقاق".

بدوره، يؤكد فوزي أنّه لا يقوى على ترك يد نواهد لدقيقة واحدة "ماذا لو اختطفوها مني؟ ماذا لو فرقنا المُشاة ونحن نتمشى فابتعدت عني قليلاً ومرّ مواطن من جوارها ولم يعرف أنها حبيبتي وأنني حبيبها، ماذا لو كانت ترتدي السترة التي أهديتها لها في عيد الحب، تلك التي كُتب عليها بخط كبير he's mine مع سهم موجّه نحوي، تخيّل أن تكون في تلك اللحظة بجانب شاب عشوائي ويُوجّه السهم نحوه هو!"

شعورك تجاه المقال؟