٣٠ سورياً و٢ كيلو موز يتطوعون لحماية إردوغان من نتائج سياساته الاقتصادية
غريب أبو شطة - مراسل الحدود لشؤون الديماغوجية
٠٨ نوفمبر، ٢٠٢١

بعد أن كان يتلفت حوله وينبش أدراجه وملفاته وجيوبه باحثاً عن محاولة انقلاب فاشلة يعتقل بعدها مئات الآلاف أو عملية عسكرية خارجية أو مناوشة دبلوماسية مع أوروبا يلهي بها مواطنيه عن فقرهم وتدهور سعر صرف ليراتهم ومعدلات التضخم وتضاعف نسبة البطالة وارتفاع الديون وهرب المستثمرين، حطت في حضن الخليفة العلماني الجبّار رجب طيب إردوغان قضية الموز وفيديوهات اللاجئين السوريين التي استدعت أن يهب لنصرة المواطن التركي المسكين مشتهي الموز.
ووجه رجب برقيات شكر وامتنان إلى اللاجئين السوريين لتطوعهم في توجيه أنظار الشعب التركي عن سياساته الاقتصادية، مطالباً دائرة الهجرة بلصق هذه البرقيات على قرارات ترحيلهم من تركيا.
ولم يُغفل رجب مواطنيه الصالحين "فقد خلقوا القضية بتصريحاتهم، وكبروا حجمها بغضبهم العارم على فيديوهات لاجئين يأكلون الموز بكل صفاقة ورعونة وانعدام حس. عفارم عليهم، لقد أثبتوا أنهم مواطنون مسؤولون يدركون جيداً على من يجب إلقاء اللوم خلال الأزمات، لذا، أمرت بإرسال شاحنات مليئة بالموز إليهم مكافأة على نباهتهم وضيق عينهم".
كما سخر رجب من محاولة أحزاب المعارضة مزاحمته للاستثمار في ملف اللاجئين السوريين، لأنه سحب البساط من تحتها حين سمح للسوريين باللجوء إلى تركيا، وحين هدد الأوروبيين أن يغرقهم باللاجئين وقبض عليهم مليارات الدولارات؛ والآن، في ظل الأوضاع الراهنة، أتاح لمواطنيه الأعزاء أن يتسلوا بالسوريين كما يشاؤون ويصبوا عليهم جام غضبهم، متعهداً أن يزج كل من يتمرد أو يتململ في قفص يرسله إلى بشار الأسد، ليدرك الأتراك الفرق بين من يجيدون خطاب الكراهية ومن يجيد الكراهية بحد ذاتها.