لايف ستايل، تقرير

قصة نجاح: هذا الرجل ليس طفلاً في العاشرة من عمره، لكنّه نجح بتحضير طعامه بنفسه والتنظيف حوله

Loading...
صورة قصة نجاح: هذا الرجل ليس طفلاً في العاشرة من عمره، لكنّه نجح بتحضير طعامه بنفسه والتنظيف حوله

تشير الدراسات إلى أنّ تسعة من كل عشرة ذكور بالغين يعانون من عجز تام عن تحضير طعامهم أو غلي قهوتهم أو كي قمصانهم أو تنظيف المساحات المُحيطة بهم، فيما يعجز خمسة من التسعة هؤلاء عن رفع غطاء المرحاض لدى تبولهم واقفين، ويعاني ثلاثة من الخمسة من صعوبات في التصويب داخل المرحاض أثناء التبوّل.



وتزداد الحالة هذه حدةً عند تزّوج الذكر وامتلاكه عائلة خاصة به؛ فرغم إثبات الذكر قدرته على إعداد القهوة والشاي وجلب ريموت التلفاز لوالده خلال طفولته ومراهقته، إلّا أنّه يبدأ بفقدان قدراته تدريجياً عند بلوغه، ثمّ يفقدها بشكل كُلي لدى توقيعه عقد الزواج؛ فيتحول إلى كائن مُتبلّد وأبله، ينحصر نشاطه بالذهاب من وإلى الحمام، في حين تتولى عُصبة من نساء عائلته القيام بمهامه اليومية.

وتؤكد الدراسات أنّ السبب الرئيس للعجز هذا يعود إلى سنوات من التطوّر، تطوّر فيها ذكر الإنسان ضمن ظروف خاصة، مُذ كان مُمدّداً في سريره أو على الكنبة يُدخن النرجيلة أو يلعب فيفا ويصرخ على المحيطين به، الأمر الذي خلق عنده قصوراً في فهم الآليات المُعقدّة لتنظيف أوساخه من حوله، وشكّل لديه وعياً مغلوطاً بنفسه ليظن أنّه كلب يحصل على طعامه من خلال العواء، لتحضر له زوجته - التي يظن أنّها راعيته - الطعام في صحن مدوّر، تُنظّفه لاحقاً.

سنوات تطوّر الذكر خلقت عنده قصوراً في فهم الآليات المُعقدّة لتنظيف أوساخه من حوله، وشكّلت لديه وعياً مغلوطاً بنفسه ليظن أنّه كلب يحصل على طعامه من خلال العواء

غسان كندوري: نحن نستطيع 

بطل القصة هذه، الشاب غسان كندوري (36 عاماً) فجّر أملاً جديداً لذكور الإنسان وجعلهم يؤمنون بإمكاناتهم وقدرتهم على تحسين جيناتهم، بنجاحه في النهوض من الحيّز المكاني الذي يشغله في المنزل منذ تتويجه زوجاً، والتوجّه إلى المطبخ لإعداد وجبة طعام كاملة وتناولها، ثمّ التنظيف حوله دون مساعدة أي امرأة أو طفل.

يقول غسان "لم أكن أعلم أنّني أستطيع، لكنّ رهبة الخروج إلى عالم جديد والتجرؤ على القيام بمهام صعبة تتبدّد حين تغمرك الفرحة بعد نجاحك في تحضير وجبة طعام، لا أدعّي أنّ المهمة كانت سهلة؛ احتجت وقتاً طويلاً حتى تعرّفت على الأسرار الغامضة لعالم الاعتماد على الذات. كيف أحب طعامي؟ ما هي نكهاتي المفضلة؟ أي ساعة أجوع وأحتاج لتناول الطعام؟ كيف أمسح الأوساخ التي أُخلّفها ورائي؟ كيف استعمل المكنسة؟ ما الفرق بين ممسحة الأرض وممسحة الأسطح؟ ما هي الزاوية المناسبة لوضع الكرسي الذي أجلس عليه كي أبقى مُرتاحاً؟".

يؤكد غسان أنّه لم يتلقَّ دعماً من أحد "لم تُشرف زوجتي عليّ وتنصحني ماذا أفعل، كان علي استنتاج كل ذلك بنفسي، حتى أنّها لم تُشجعني أو ترفع معنوياتي أو تشكرني بعد انتهائي من تناول الطعام وحدي. لا ألومها فهي امرأة عاجزة عن فهم تعقيدات عالمنا الذكوري".



شعورك تجاه المقال؟