تغطية إخبارية، رأي

ابن زايد يكتب: التطبيع ما لهُ وما لهُ

محمد بن زايد، يُدرك ابن زايد أنّ الجمهور الإماراتي شبع من كثرة الخطابات التي تتغنى بالتطبيع، وهو ما دفعه لاختيار موقع الحدود المحظور في دولة الإمارات بهدف البحث عن جمهور عربي أوسع لم يمل بعد من حديث الإنجاز والابتكار والسلام والوئام.

Loading...
صورة ابن زايد يكتب: التطبيع ما لهُ وما لهُ

عام كامل يمرّ على تلك اللحظة المُبهجة التي صافح فيها الشيخ عبد الله بن زايد يد نظيره الأخلاقي بنيامين نتنياهو. عام لم يتوقف فيه الإماراتيون - بالترهيب والترغيب - عن إظهار مشاعر المودة وتقديم فروض الطاعة للشعب الإسرائيلي وحكومته الشقيقة، لنُثبت أنّنا حكومة شهمة وأصيلة وفيها الخير للغريب قبل أقرب قريب طالما أنه يفيد مصالحنا الشخصية.

رغم الفرحة التي تعتريني حين تنهال ذكريات السنة هذه علي، إلّا أنّ في القلب غصّة، ذلك لإدراكي بأنّ جهودنا المبالغ بكرمها أفسدت الذكرى السنوية علينا، فبعد أن سخرّنا أموالنا وعلاقاتنا وإعلامنا وأغانينا وأبراجنا ومنصاتنا وأرواح الفلسطينيين لأبناء عمنا الأعزاء، بتنا عاجزين عن تقديم أي جديد لا يبدو مُكرراً ومبتذلاً ليليق بهذا الحدث الجلل.

لكنّ نهر عطاء الإمارات الخالد لا ينضب، لأنّ أعيننا تنصبّ دائماً نحو الابتكار والإنجاز في مجال إكبار ابتكارنا وإنجازنا وإكبار ابتكار وإنجاز حلفائنا، عازمين على تحقيق ذلك الهدف النبيل، المُبتكر، والمُنجز، بأكثر الطرق ابتكاراً وإنجازاً، آثرت اليوم اتخاذ خطوة جديدة بأن أخُطّ مقالاً بنفسي، أنا شخصياً، لأحتفل بمرور عام على إنجازنا السلام المستحيل بعد ابتكارنا معنى جديد له لتحقيق ذلك.

بعد أن سخرّنا أموالنا وعلاقاتنا وإعلامنا وأغانينا وأبراجنا ومنصاتنا وأرواح الفلسطينيين لأبناء عمنا الأعزاء، بتنا عاجزين عن تقديم أي جديد لا يبدو مُكرراً ومبتذلاً ليليق بهذا الحدث الجلل

تتجلّى في التطبيع قدرات الإمارات الاستثنائية على خلق الأشياء من العدم؛ لما يُمثلّه من توقيع اتفاقية سلام مع دولة لم تكن عدوة في يوم من الأيام، وتطبيع علاقات مع جارة لم نقطع علاقتنا بها يوماً، ليمثل تطبيقاً حيّاً لرؤية الإمارات التي تجعل اللاشيء إنجازاً، ونهج الشقيقة الإسرائيلية التي قامت على أرض بلا شعب وحاربت لأكثر من سبعين عاماً شعباً غير موجود.

لهذا الاتفاق التاريخي ما له، وله، ما له أيضاً؛ له أنّه كشف عن الجانب الإنساني فينا، ذاك الذي يتخطى الهوية العربية والقضايا العربية والعداوات العربية الضيقة ويدوس عليها ليتبختر في درب الهوية الإسرائيلية / اليهودية، وأسهم هذا الكشف - للمفارقة - بتوحيد عدد من الأنظمة العربية تحت واحدة برفقة أصدقاء جُدد.  

له أنّه بيّن لنا ما يجمعنا مع أخوتنا الإسرائيليين من فضولنا حيال الشعوب ورغبتنا في مراقبة سلوكياتهم ومحادثاتهم وتطلعنا نحو استخدام أحدث التقنيات لتحقيق ذلك، وأخلاقنا الكريمة التي تحثّنا على استضافتهم في معتقلاتنا للدردشة.

له أنّه كان ولادّاً؛ ففرّخ العديد من الاتفاقيات التي تلته، والتي لها ما لها ولها وما لها أيضاً؛ إذ ساعدتنا على تنظيم أموالنا وصرف ملياراتنا في مشاريع جديدة تضاف إلى مشاريع بناء الأبراج في دبي وهدمها في اليمن.

للسلام ما له وعلينا أنّ نُحافظ عليه.

columnist

محمد بن زايد

يُدرك ابن زايد أنّ الجمهور الإماراتي شبع من كثرة الخطابات التي تتغنى بالتطبيع، وهو ما دفعه لاختيار موقع الحدود المحظور في دولة الإمارات بهدف البحث عن جمهور عربي أوسع لم يمل بعد من حديث الإنجاز والابتكار والسلام والوئام.

شعورك تجاه المقال؟