فلسطينيون يجدون الضوء في نهاية النفق
سالم تعابيص - مراسل الحدود لشؤون الخلاص
٠٧ سبتمبر، ٢٠٢١
بعد حفرهم أعماق الأرض التي لا تشرق فيها الشمس، وجد الأسرى زكريا الزبيدي، مناضل نفيعات، يعقوب قادري، أيهم كمامجي، ومحمود ومحمد عارضة ومعهم جمع الفلسطينيين في داخل البلاد والمخيمات والشتات، وجدوا الضوء في آخر النفق من داخل سجن جلبوع شديد الحراسة. ضوءٌ أعمى سطوعه عيون الحراس الإسرائيليين وجعلهم يرون نجوم الظهر ويتمنون أن تشق الأرض نفقاً يبتلعهم.
ويُمثّل الضوء هذا جزءاً من سلسلة إضاءات تمر من خلال شبكة أنفاق فلسطينية واسعة؛ تبدأ من النفق الذي حفره الأسرى هؤلاء بأظافرهم، لتمرّ بالنفق الذي نقره بقية الأسرى في القسم في رأس الحراس بطرقهم المستمر على الأبواب لتشتيت الانتباه، ثمّ في نفق كلاشنكوف يسطع ضوء شرارتها ليحفر نفقاً آخر في رأس جندي إسرائيلي، ويُمرّر الضوء إلى نفق صغير حفره صاروخ من غزة في بيت مستوطن، ما يؤكد أنّ الفلسطينيين لم يعودوا يكتفوا بأنفاق سجن غزة التي آخرها ضوء الأراضي المصرية الباهت.
ونظراً لتُهديد سلسلة الأنفاق هذه للكيان الذي يعتاش على حجب الضوء والأمل والحياة والهواء، تدرس دوائر صنع القرار الإسرائيلية صنع قبة حديدية جديدة تحجب النور عن كل فلسطين، بالإضافة إلى منع الفلسطينيين من الحركة إلّا معصوبي الأعين وتعليق الأسرى في الهواء ووضعهم في سجن محاط بالمياه المليئة بالتماسيح يمر فيها تيار كهربائي، فضلاً عن حفر شبكة أنفاق مضادة توضع فيها حواجز عسكرية، وسط مخاوف من أن تدفع الفلسطيني لحفر نفق أسفلها ومد لسانه من خلاله ورفع إصبعه الأوسط.