الفرار من السجن يثبت استحالة التعايش السلمي مع الفلسطينيين
بلعام لمّون - مراسل الحدود لشؤون التعايش مع من لا يريد التعايش
٠٧ سبتمبر، ٢٠٢١

نددت رئيسة لجنة السجون الإسرائيلية السيدة كيتي بيري (اسمها الحقيقي) بإقدام ثلة من السجناء الفلسطينيين على الفرار من المعتقل وهم بكامل قواهم العقلية رغم الترحاب والاهتمام والمراقبة المستمرة للاطمئنان على صحتهم والرعاية المتكاملة التي قدمتها لهم مصلحة السجون على مدار السنين لمعالجتهم من الآثار السلبية للتحقيقات، وأكدت أن الهروب طوعاً من جنة المعتقل ليس إلا دليلاً على استحالة التعايش مع الجانب الفلسطيني الذي أشاح وجهه عن الجانب الحضاري من مجتمع إدارة السجون الإسرائيلي.
وقالت بيري إنه وفي الوقت التي تحاول فيه الدولة الإسرائيلية -قضاةً وجيشاً ومحققين ومعذّبين- العملَ بكل ما في وسعها لمنح الفلسطيني في كل سجونها الرسمية وغير الرسمية فرصةً لأن ينطم ويخرس ويقدّر النعمة التي هو بها، إلّا أننا نجدهم تارة يريدون هدم الأسوار التي نبنيها بكلفة مهولة كي نساعدهم على كبح أنفسهم عن مهاجمتنا وإظهار أسوأ ما فيهم، وتارة أخرى يبنون الأنفاق من غزة أو من السجون جاحدين بالطعام الذي نمرره لهم بالصينية المعدنية تحت باب غرف العزل الانفرادي".
وأكدت بيري أن السجون الإسرائيلية تهدف إلى إبراز الجانب الإنساني والحضاري للدولة أمام الفلسطينيين.
"لا نريد أن تكون فوهة المدفع أو الطائرات المقاتلة أو الصواريخ أو الحواجز هي كل ما يرى الفلسطينيون من جيرانهم الإسرائيليين".
وعن مزايا المعتقل الذي جحد عنه السجناء أضافت "إن المعتقل هو أكثر الأماكن أماناً لهم، كونه لا يتعرض للقصف العشوائي، ولن يضطروا فيه للهروب من مجموعات من اليهود المتطرفين عند نشوب أي أحداث عنف، كما أن السجن يحميهم من القيام بالواجبات الاجتماعية العديدة التي تتواجد بكثرة في مجتمعاتهم من جنازات وأعراس للشهداء".
وأضافت "لكن يبدو أنه لا توجد طريقة للتعايش معهم؛ إذ لم يعجبهم القصف والضرب والسجن بالتي هي أحسن ليفهموا ضرورة التعايش السلمي والتسامح، رغم أنه كان بودنا لو نجد المساحة الكافية لاستضافة الشعب الفلسطيني كله عندنا في المعتقلات لنريهم أننا لسنا الوحوش التي يرونها في إعلامهم المضلل".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.