عون يطالب اللبنانيين بالصبر قليلاً لحين انتهاء التجربة الاجتماعية
كارل مارشمالوز - مراسل الحدود العالق في تجربة سجن ستانفورد
٢٢ أغسطس، ٢٠٢١
دعا الرئيس ميشال عون جماهير أبنائه من الشعب اللبناني لأن يتحلوا بالصبر ويتمالكوا أنفسهم، لحين انتهاء سلسلة التجارب الاجتماعية المكثّفة التي يجريها عليهم هو وثلّة من الخبراء السياسيين ونخبة التكنوقراط.
وقد باشر ميشال فور استلامه لبنان إجراء تجارب متدرجة الصعوبة لقياس القدرة التكيف/الانسحاق على ما يقارب سبعة ملايين مشارك - دون أن يعرفوا أنهم مشاركون - واستطعنا بدورنا في الحدود الحصول على عناوين التجارب تلك:
- هل الحكومة ضرورة؟ قياس الخط الزمني لتهالك اللبناني دون حكومة
- إلى ما بعد الكهرباء والاقتصاد: تجربة شكل الحياة البدائية واستدامتها
- ما حجم التضخم الكفيل بتوقف الإنسان عن الشراء؟
- تكرار النزول إلى الشارع والتظاهر للإطاحة بالنظام رغم فشل المحاولات السابقة
- ما هو طول طابور سيارات المصطفة على الدور في محطة البنزين الكفيل بدفع المرء للذهاب إلى محطة أخرى، وتداعيات دور الزامور في تسريع عمليات التعبئة: دراسة في سيكولوجيا الانتظار وعوامل الضغط الاجتماعي على الصمود.
- ما هي درجة غليان الشعب قبل تبخره تماماً؟
وأوضح ميشال أنّ على الناس إعطاء التجربة حقها والانتظار أكثر قليلاً، خصوصاً أن نتائجها حتى الآن مُبشرة "تفاجأنا بالاستنتاجات المميزة حتى قبل اكتمال المدة الزمنية للتجارب، إذ نجحنا بإثبات قانون "ميرفي" الذي ينص على أنّ أي شيء بإمكانه أن يسوء لا بد أن يسوء، والدليل عدم تبقي شيء لإفشاله في البلاد، لأن هناك احتمالية فشل في كل شيء: في المشاريع والخطط والقرارات والحكومات والانتاج والزراعة والصناعة والإنتاج والحياة بحد ذاتها. لقد أفشلنا كل شيء بنجاح يصعب التفوق عليه".
نجحنا بإثبات قانون "ميرفي" الذي ينص على أنّ أي شيء بإمكانه أن يسوء لا بد أن يسوء، والدليل عدم تبقي شيء لإفشاله في البلاد
وتعتبر التجربة هذه امتداداً لسجل ميشال الحافل بالتجارب الاجتماعية المطولة. كانت أولها بالشراكة مع زملائه العلماء المجرمين واستمرت لخمسة عشر عاماً، وبنيت على فرضية أن الحرب تفضي إلى النتائج نفسها التي تسببت بالحرب؛ إذ أفرزت القيادات والأحزاب ذاتها، ولكن بشكل مقونن ومنصوص أيضاً، الأمر الذي انعكس إيجابياً على عملية إنتاج التجارب الاجتماعية في البلاد منذ ذلك الحين.
ويتفاخر ميشال أمام الشعوب بتقدم بلاده على العديد من الدول وتحوّلها لمضرب مثل في أوساط مراكز البحوث السياسية عند الحديث عن المصائب والورطات والفشل، من خلال نجاحه باغتنام ثروة لبنان الحقيقية الكامنة في مواطنيه وناسه، بعدما أجهز على مدخراتهم وثرواتهم الشخصية البسيطة.