طالبان تتسلم قيادة أفغانستان بعدما أعادت أميركا بوصلتها للاتجاه الصحيح
فايز فنعوص - مراسل الحدود لشؤون تهذيب الجماعات الإرهابية
١٨ أغسطس، ٢٠٢١

تسلّمت حركة طالبان أخيراً مقاليد الحكم في أفغانستان، وذلك بعد نجاح منارة الديمقراطية والتقدّم في العالم بتقويم سلوكها الإرهابي وضبط بوصلته في الاتجاه الصحيح، وتحويلها من جماعة إرهابية غوغائية إلى نظام سياسي مُهذّب يمد لحافه على قد رجليه ويمارس إرهابه على الشعب الأفغاني ودول الجوار، بعيداً جداً عن الأميركان.
وكان العم سام قد تبّنى الحركة منذ تأسيسها تسعينيات القرن الماضي، وربى جهادييها على يديه وعلّمها مكارم الكفاح المُسلّح، حيث حرص على تكريس موهبتها في القتال نحو عمل مفيد وفاعل كالتخلّص من العدو السوفيبتي. وإيماناً منه بالتربية الحديثة تركها تمارس هواياتها الجانبية الأخرى، كأن تسرح وتمرح وتجلد وتقطع الأيادي وتجرجر النساء.
وسرعان ما كبرت الحركة الوليدة وأصبحت مراهقة؛ فغلبت هرموناتها على حسن تربيتها وبدأت بالتمرّد على مربيّها والخروج عن طاعته، ما اضطره لاستعادة دوره الأبوي والتدخّل لتربيتها مجدداً بالنار والصواريخ والتهديد بحرمانها من هواياتها المُفضّلة بأن تسرح وتمرح وتجلد وتقطع الأيادي وتجرجر النساء.
عشرون عاماً من العمل المضني، استخدم فيها العم سام الترغيب والترهيب والتفاوض، ولجأ إلى تنشئة حكومة أفغانية جديدة، لتعرف الحركة المتمردة أنّها لم تعد طفلة مُدللة، وأنّ من تبناها ورباها قادر على تبني غيرها وتمويله وتسليحه بل وتركه يتعارك معها، فإمّا أن تتعلم الحركة الأدب والدبلوماسية من الحكومة أو أن تتعلم الحكومة القوة والخشونة والقتال من الحركة، فإن لم تفلح الحركة أفلحت الحكومة.
وها هي الحركة تفلح اليوم وتثبت للعم سام ولبقية الأعمام في حلف الناتو أنّها كبرت وعقلت وفهمت بأنّ الإرهاب أخلاق وفن ودبلوماسية وبدلات وربطات عنق وعلاقات دولية ومُتحدثين باللغة الإنجليزية، وليس مجرد دشاشة ولحى وإثارة ضجة وإزعاج، وأنّه لا يوجد عدو بعيد وآخر قريب، بل ثمة عدو قوي وآخر ضعيف يمكنها ممارسة هوايتها المفضلة عليه بأن تسرح وتمرح وتجلده وتقطع أياديه وتجرجر نساءه.
لقد أذهلت الحركة العم سام بإمكاناتها الاستثنائية وذكائها وسرعتها في التعلّم؛ خصوصا بعد استيلائها على العاصمة كابول في أقل من أسبوع، وحصدها الاعتراف الدولي والإعجاب الجماهيري بسرعة تبشر بعدم حاجتها للكثير من الوقت لإنشاء الخلافة الإسلامية المُنتظرة في العالم أجمع.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.