من هذا ولماذا عليّ حضور زفافه وتنقيطه؟ أنت تسأل وزوج عمة ابنة خال أمك يجيب
ربعي المكتوي - مراسل الحدود وأخ زوج عمة ابنة خال أمك
١٣ أغسطس، ٢٠٢١

لم لا تُخفض صوتك حين تتشاجر مع والدتك يا أخي، انبسطت؟ ها قد سمعك جارنا ربعي المكتوي وأخبر العائلة بكل الشتائم التي وجهتها لهم، وعرف زوج عمة ابنة خال أمك أنك لا تريد حضور عرس ابنه؛ تفضل لتعرف ما قاله في حقك.
كتب زوج عمة ابنة خال امك:
وظلم ذوي القربى أشـدُّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.
أن يتبرأ الغرباء من مشاركتنا أفراحنا فذلك أمر لا يُهمني، لكن الألم كلُّ الألم، ما لا يمكن التغاضي ولا السكوت عنه، أن تأتي الطعنة من أقرب المقربين، حفيد عمة أخت عمة زوجتي الذي كنت أظنه خلاً وفيّاً سيسعد بحضور أعراسنا وتنقيطنا، ويقود حلقة الدبكة وينحني ليمتطيه عريسنا ويتراقص على كتفيه.
تسألنا لماذا عليك حضور عرسنا وتنقيطنا؟ حسناً، أخوك الأصغر، من أين ستجد له أمك عروساً تناسبه إن حرمتها الذهاب للأعراس؟ أتريد أن تقطع بنصيبه لتثاقلك من حضور عرسنا بحجة أن عليك الاستيقاظ باكراً للعمل؟ أتبدّي العمل على العائلة وصلة الأرحام؟ أختك الكبرى، من الذي زوَّجَها؟ لولا عرس ابنة عم ابنة خال أمك حين رأتها كنة حماة ابن خال أبيك وهي ترقص لكانت الآن جالسة في خلقتكم، وفي خلقتك أنت شخصياً، لتنفق عليها، أيها البخيل.
تتذمر من دفع النقوط وكأننا نطلب منك صدقة، من قال إن الأمر مجاني؟ ألم نوفر لك الكيك والكنافة ونوعين من العصير وبوفيه مفتوحاً مليئاً بمختلف الأصناف دون أن نطالبك بدفع فاتورة مهما طفحت؟ ألم أعاملك كبني آدم وأحجز لك مقعداً في صالة أفراح لتتعلم كيف تقام الأعراس، مع أن أقصى ما تستحقه حضور عرس في ساحة مفتوحة وترابية فوق ذلك.
سمعناك وأنت تشتكي لأمك وتتحدث عن بعد القرابة بيننا. من أين جئت بكل تلك العنصرية أيها الأناني القبلي الشوفيني. لابد أنك متأثر بنظريات التفوق العرقي. أُجزم أن كتاب كفاحي لهتلر هو كتابك المفضل، مع أن بيننا صلة قرابة متينة؛ فنحن نلتقي بالجد التاسع أو العاشر على أبعد تقدير.
ثم، يا حيوان، هل تظن أنك وحدك من سيدفع النقوط؟ حين تتزوج أنت يا حفيد عمة أخت عمة زوجتي العزيز أو أي من إخوتك سأكون على رأس الحضور حتى لو لم تعزمني، وأنقطك النقوط الذي يسر خاطرك، ولن أتذمر مثلك أو أعترض إن لم تجعل العشاء بوفيه مفتوحاً كما هو المتوقع من أمثالك.
قم، قم الآن وارتدِ بدلتك الكحلية وربطة العنق الزرقاء ولمّع حذاءك جيداً وتعالَ فوراً لتزف عريسنا من البيت إلى صالة الأفراح، هيا، أسرع.\