أزمة المياه تنقذ شاباً كاد يغرق في شبر ماء
باسم نشفان - مراسل الحدود المقطوعة المياه عن منزله منذ أسبوعين
٠٢ أغسطس، ٢٠٢١
أنقذت أزمة المياه حياة الشاب حسن مشعشع الذي دفعه إصرار وتهديد ووعيد السيدة الوالدة بضرورة نزوله في خزان المياه لتنظيفه، متجاهلة ما يعانيه إبنها ذو الخمسة وثلاثين صيفاً من فوبيا الغرق في شبر ماء كما يغرق عادةً إذا تعرض لمجموعة من المعلومات الجديدة أو طُلب منه إنجاز مهمة تحتاج إلى أكثر من خطوة. وكاد أن يلقى حتفه لولا رأفة الظروف الجيوسياسية الإقليمية والبيئية العالمية التي جعلت المياه شحيحة لا يتعدى منسوبها في خزانهم أكثر من ٣ سم مكعب مع احتساب وزن حسن في المياه ومقدار الإزاحة.
وقال حسن إنه لم يكن يعلم عن أزمة المياه كونه لا يتابع الصحافة الأجنبية بطبيعة الحال "خضت المعركة هذه بعدما وازنت بين مخاطر موتي غرقاً مع عواقب رفض طلب أمّي، ووجدت أنّ موتي سيكون بمثابة شهادة تؤهلني لأن أُحشر مع الأنبياء والصديقين والأبرار بدلاً من حشري هذه الحشرة مع أُمي. ولكن حمداً لله أن المياه لم تصل طرف قدمي والفضل يعود كما علمت لأزمة المياه وشحها".
من حسن حظ حسن والعديد من الشباب أنهم وليدو المنطقة العربية. هذه المنطقة التي لا تملك أي سيادة مائية على مصادرها وتتعرض مياهها للسرقة الدائمة من الجوار، إن كانت بشفط وتحويل مجرى الأردن مِن قبل إسرائيل، أو بتلويث تركيا لنهر دجلة، أو اقتطاع أثيوبيا لمياه أعلى النيل وحرمان مصر والسودان من حصتهما المائية، أو بسوء إدارة ملف المياه في الدول العربية وخصخصتها وتحويلها لسلعة، الأمر الذي لا يهم حسن.
وأكد حسن أنه وبعدما عرف بهذا الإهمال الممنهج لملف المياه، واحتكارها بيد الشركات والدول الكبرى، أكد أنه سيتخذ موقفاً حازماً تجاه هذه القضية بحيث يكتفي بتعليم أولاده الرماية وركوب الخيل فقط.