قصة نجاح: عراقي مصاب بكورونا يتوفى بكورونا
حمدي بحبحمل - مراسل الحدود لشؤون الموت الرحيم
١٤ يوليو، ٢٠٢١
بعد معاناة طويلة مع فيروس كورونا والمستشفيات والنظام الصحي بأكمله، ابتسم القدر في وجه المواطن العراقي نعيم صفصاف (٣٦ عاما)؛ حيث توفي بسلام، راقدا على سريره، في منزله، دون التعرض لحريق أو انفجار عبوات أكسجين أو تسرب غاز أو غيمة سوداء من أول أكسيد الكربون تملأ مهجعه المشتعل كما جرت العادة.
ولنعيم سجل حافل من النجاحات والإنجازات التي حققها خلال حياته، أهمها عدم تعرضه للاختطاف لعدم امتلاكه هو أو ذويه ما يمكن أن يطلب فدية لقاء إعادته، ونجاته من رصاصة أطلقها قناصة "مجهولون" في المظاهرات على بعد مليمترين عن رأسه، ومغادرته السوق مسرعاً قبيل انفجار مفخخة بلحظات إثر مكالمة من زوجته تعلمه بضرورة إيجاد حل لانقطاع الكهرباء في البيت. ومع إصابته بكورونا، توّج المرحوم إنجازاته بالبقاء في منزله بعد فشله في العثور على سرير في المستشفى، والتمتع في آخر لحظات حياته باستنشاق الهواء الملوث العادي بصعوبة.
ولطيبة قلبه وكرمه، شارك نعيم ثمار نجاحه مع ذويه، ليهنؤوا بالتعرّف عليه دون الحاجة لفحوص الحمض النووي أو سجلات طب الأسنان أو تقشير طبقات الجلد المحترقة بحثاً عن بصمة أو أي علامات مميزة تكشف هويته، ودون الاضطرار لمتابعة المسؤولين يعزون ويؤكدون اتخاذهم إجراءات حازمة حتى لا تتكرر الفاجعة مرة ثالثة أو رابعة.