لايف ستايل، خبر

ما هو عدد اللفات المسموح بها على البوفيه المفتوح قبل أن يعرف الناس حقيقتك، أنك خنزير؟

فرحان قنبرجي - مستشار الحدود لشؤون تكتيكات التعليف

Loading...
صورة ما هو عدد اللفات المسموح بها على البوفيه المفتوح قبل أن يعرف الناس حقيقتك، أنك خنزير؟

أعلم جيداً مدى عجزك عن رفض الدعوة لأي مناسبة تقدّم بوفيهاً مفتوحاً حتى لو كانت عيد ميلاد ابنة عم جارة خالتك، أو حفلة زواج صديقك أيام المدرسة تيسير من يسرى حبيبتك في الروضة. نسمع قلبك لحظة سماعه "بوفيه مفتوح" يطلق زغاريد البهجة، ونراك تسن أسنانك، وتقرع معدتك طبول الحرب معلنةً استعدادها للمجاعة التي ستفرضها عليها استعداداً لتدلُق صواني البوفيه المفتوح من مقبلات وسلطات وسمك مقلي ومشوي وأرز وصدور دجاج محمرة ومسلوقة وشرائح لحم وستروغونوف وتفاح وموز وخوخ وبضع قطع من البقلاوة، يتبعها مزيد من الحلويات والعصير وقطعتين من الكعك، في كرشك. 

عصر الوفرة جعلك أفضل حالاً من جد جد جدك في عصر الجمع والالتقاط حين كان يقطع أميالاً في اليوم الواحد ليعثر على حشرة تسد رمقه، ولكن لا تغفل أنه العصر الذي جعلك أسوأ حالاً لأنه حاصرك بعديد من المعوّقات عن الأكل كالإتيكيت واللباقة والكياسة. 

قد يكون من حسن حظك أنك ولدت في زمن ليس فيه للطعام قيمة، زمن يقيم به البشر مناسبات يقدمون فيها كميات مهولة جداً من الطعام، يُأكَلَ منها كميات مهولة وتُلقى كميات مهولة أيضاً في سلة القمامة. ويمكن القول إن عصر الوفرة جعلك أفضل حالاً من جد جد جدك في عصر الجمع والالتقاط حين كان يقطع أميالاً في اليوم الواحد ليعثر على حشرة تسد رمقه، ولكن لا تغفل أنه العصر الذي جعلك أسوأ حالاً لأنه حاصرك بعديد من المعوّقات عن الأكل كالإتيكيت واللباقة والكياسة. 

لذا، ما أن تحين اللحظة الحاسمة وتستل صحنك للهجوم على البوفيه المرة تلو الأخرى، حتى تنتابك الهواجس والمخاوف من ملاحظة الآخرين عدد لفاتك المتكررة عليه وكم مرة ستملأ صحنك قبل اكتشافهم الخنزير في شخصك.

الآن، فيما تراقب الساعة بانتظار الوقت المناسب لارتداء ثيابك والتأنق استعداداً لملاقاة البوفيه، يراودك هذا السؤال متوقعاً - بمنتهى السذاجة - أن الحياة ستسلمك مفاتيح أسرارها بسهولة؛ لا يا حبيبي، إن جواباً كهذا يختلف باختلاف المكان والزمان ويخضع لنظرية الاحتمالات والنظرية النسبية وعمليات حسابية معقدة. لكننا لن نتركك بموقف عصيب كهذا، لذا، نقدم إليك الإجابات الثلاث التالية يمكنك اعتمادها عليها، شرط أن تتحلى بمهارة النظر بطرف عينك إلى عيون من حولك وقراءتها بينما تملأ صحنك، لتدرك صحة خيارك قبل أن يرمقوك بنظرات القرف والاشمئزاز.

١. لفة واحدة: المناسبة التي ستضطر أن تقتصر لفاتك فيها على لفة واحدة ليست لك. موسيقى كلاسيكية هادئة وإضاءة رومانسية وطاولات أنيقة وأنت وحدك دوناً عن بقية المدعوين تلتهم البوفيه بعينيك؛ ستفاجأ أن صواني الطعام فيه أصغر من صحون الإفطار في منزلك، وبالتالي فإن لفة واحدة تكفي، ويتوجب عليك التصرف كبقية الحضور: قسّم صحنك إلى عدة أقسام تضع بها عينة من مقبلات وعينة من الطبق الرئيس وإياك أن تملأه بما يشبعك، فهذا أمر كافٍ ليعتبروك خنزيراً. ننصحك بعدم الحضور، أما إن كنت مجبراً، فتناول بضع سندويشات فلافل وقنينتي لبن عيران قبل ذهابك للتتحمل الألم النفسي الذي ستشعر به.

٢. ثلاث لفات .. أربعة يا أخي: هناك مناسبات اجتماعية لأناس تغلب عليهم العفوية والبساطة، وهذه البساطة لا تعني قدرتك اللف على البوفيه كما تشاء، هم في النهاية بشر وسيرونك خنزيراً إن تماديت. خذ لفة للمقبلات وثانية للطعام وثالثة للحلويات ورابعة للفواكه، لا مشكلة بذلك، ندرك أن أربع لفات لا تكفيك، لكن بإمكانك استغلال كل لفة تعبئة ما يملأ عدة صحون في الصحن الواحد.

٣. عدد لا نهائي من اللفات: هذا النوع البوفيه المفتوح هو ملعبك كُل بمقدار ما تشاء والتهم الأخضر واليابس، لكنك للأسف لن تستطيع أن تفعل ذلك، لمَ؟ لأن  الحضور هذه المرة هم الخنازير، سيهجمون على صواني البوفيه المفتوح ويقحطونها بملاعقهم قبل أن تتمكن حتى من النظر إلى محتويات البوفيه، ربما يتركون لك حبة عنب في صينية الفواكه، عزيزي لا تحزن، انظر إلى الجانب المشرق، هذه المرة بإمكانك أنت أن تراهم خنازير، تعلم أنهم لا يكترثون، لكن ذلك أفضل بكثير من أن يروك أنت الخنزير.



شعورك تجاه المقال؟