لايف ستايل، خبر

مستشفى حكومي يؤخر مواعيد المراجعة إلى حين استفحال المرض وانعدام الحاجة لكثير من الفحوصات لالتقاطه

سعدي أنابيب - مندوب الحدود المرابط في قاعة الانتظار

Loading...
صورة مستشفى حكومي يؤخر مواعيد المراجعة إلى حين استفحال المرض وانعدام الحاجة لكثير من الفحوصات لالتقاطه

في إطار سعيه لخدمة المواطنين باحترافية عالية وتجاوز الإجراءات البيروقراطية، قرر مستشفى بشائر الخير الحكومي تحديد مواعيد مراجعة متأخرة للمرضى، للتأكد من استفحال المرض وتفشيه في سائر أعضائهم الداخلية والخارجية وفي أرواحهم أيضاً، بما يخفف عدد الفحوصات اللازمة للكشف عن المرض.

وبحسب مدير المستشفى هاني أبو بعبع فإنّ من شأن خطوة كهذه التخفيف عن المراجعين عبء التعامل مع موظفي المستشفى وعن موظفي المستشفى عبء التعامل مع المراجعين "يدخل الكثيرون يومياً في دوامة الفحوصات المبدئية والثانوية والمراجعات وشرِّف اليوم وراجعنا غداً وتعال بعد ثلاثة أشهر وأين صورة الأشعة وفحص البول والبراز والدم والأملاح وتخطيط القلب والدفع على شباك رقم ٨ وتقديم الفاتورة على شباك رقم ٦ أو ٤ أو ١، وهذا كله قبل أن تبدأ لعبة تخمين المرض، أما حين يتفشى المرض - السرطان على سبيل المثال - فإن الورم يبرز متكوراً على جانب المريض، فيرتاح ويريحنا من البحث عن بضع خلايا صغيرة صعبة التحري، ونقطع أي شك طبي باليقين المرئي والملموس". 

وأضاف "من شأن خطوة كهذه تقليص نسب التشخيص الخاطئ إلى ٠٪ ورفع دقّة وفعالية العلاج الذي نقدمه، وهذا يصب في مصلحة الأطراف كافة؛ لأن خطأ الطبيب في التشخيص يعني ارتكابه خطأ في وصف العلاج، ما يؤدي لموت المريض بسرعة أكبر مما لو أجلّ تشخيصه لحين استفحال مرضه؛ ومن المعروف أن الأخطاء الطبية تستدعي إيقاف الأطباء عن العمل، الأمر الذي قد يخيفهم ويجعلهم يترددون في تقديم أي علاج لأي مريض في المستقبل، عدا عن احتمالية ضرب عائلات المرضى للأطباء المخطئين فيشتكي عليهم الطبيب ليشتكوا عليه بالمقابل ويذهبوا جميعاً إلى السجن، فتحدث جلبة وبلبلة وتتسرب أخبار كاذبة وإشاعات وضيعة تشكل رأياً عاماً عن ترهل القطاع الصحي وتدهوره". 

وزير الصحة صرح من جانبه أنّ لهذا الإجراء الفائدة الشمولية على الدولة والمجتمع "فتأجيل إجراء الفحوص لا يعني التخلي عن واجبنا المقدس، بالعكس، إن أول خطوات العلاج هي الانتظار، لأنه لا يظهر الأعراض جلية فحسب بل يكفل - بعد بضعة آلاف من السنين - تفعيل الانتخاب الطبيعي بالمجتمع لخلق أجيال قادرة على محاربة الأمراض ذاتياً بالتوازي مع انقراض الضعفاء من النسيج الوطني".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.