أبو مازن يتخلّى عن الحل السلمي
طالب فاروق - مراسل الحدود من عاصمة السلطة الأبدية الموحدة
٢٧ يونيو، ٢٠٢١

وضع السيد الرئيس الأخ القائد الرَّمز المناضل البطل زعيم رام الله وضواحيها محمود عبّاس أبو مازن مفاوضاته وحماماته وأغصان السلام جانباً، مطلقاً العنان للوحش في داخله، ليفلت أجهزته الأمنية على الأعداء المواطنين المحتجين على مقتل الناشط نزار بنات، ويسمح لها باستخدام الحجارة والهراوات والغاز المسيل للدموع والوسائل اللازمة كافة ليفهموا أن أيام الكبت وضبط النفس والتزام المسارات الدبلوماسية قد ولّت إلى غير رجعة.
ويرى محمود بأنّ العودة للكفاح المسلّح تقتضي ضرب المتظاهرين؛ فمنذ سنوات ومرتّبات المخابرات العامة والأمن الوقائي تتصرف برفق مع الناشطين، تبحث عنهم فرادى وتقمعهم في بيوتهم دونما صدامٍ حقيقي في ساحات المعركة، وهو ما يعني أنها باتت تحتاج إلى تدريبات ميدانية مكثفة تتدارك بها هزالها وضعف لياقتها، خصوصاً في اللحظة المفصلية هذه التي تتطلب الاستعداد لحرب قد يخوضها أو لا يخوضها مع إسرائيل أو حماس.
ولم يغفل محمود أهمية تدريب المتظاهرين أيضاً؛ فأرسل قواته إلى الشوارع بلباس مدني يتماهى مع لباس المتظاهرين ليعتقلوهم ويهشِّموهم، آملاً أن تتشكل لديهم مهارات كافية للتعامل مع الاحتلال الذي ينتهج الأسلوب ذاته باستخدام قواته من المستعربين.
ويرجح محمود أن تنعش إستراتيجياته النضالية الذاكرة الثورية لدى الأطفال الذين قذفوا الحجارة في وجه الدبابات الإسرائيلية وغدوا الآن شباباً ينزلون إلى الشارع ويطالبونه بالرحيل؛ لأن استعمال القوات الأمنية الحجارة ذاتها على أجسادهم ما هو إلا تصحيحٌ لبوصلتهم الوطنية وإعادة إحياء لشكل الانتفاضات والثورات الفلسطينية السابقة.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.