الأحزاب اللبنانية الحاكمة ترحب باقتداء المواطنين بها وإضرابهم عن العمل
سمير حفشتاتي - مراسل الحدود لشؤون حوكمة الإضراب
٢٢ يونيو، ٢٠٢١

رحب تيّار جبران باسيل وقوات سمير جعجع وحركة نبيه بري وحزب حسن ومستقبل الحريري واشتراكي جنبلاط وكتائب الجميل وبقية الأحزاب السياسية الحاكمة في لبنان، رحبوا جميعاً بالإضراب الذي دعا له الاتحاد العمّالي العام، لما يُمثّله من تجسيد حيّ لاقتداء المواطن البسيط بخبرة السلطات الطويلة في الإضراب عن العمل.
وكانت الأحزاب الحاكمة قد ضاقت ذرعاً بإصرار المواطن اللبناني على حرق دمه من الصباح حتى المساء محاولاً العمل في مجالي البحث عن عمل والوقوف في طوابير المصارف والصيدليات والمخابز ومحطات الوقود والمستشفيات والبقالات دون جدوى؛ فقررت الأخذ بيده والضغط عليه بأزمات اقتصادية جديدة تُقنعه بأنّ الفعل الوحيد الممكن في لبنان هو اللافعل.
واعتبرت الأحزاب الإضراب العام خطوة إيجابية على طريق إشراك المواطن في عملية اللاعمل التي تنتهجها الدولة منذ تأسيسها، وفرصة لفهم ديناميكيتها وآثارها على صعيد الصحة النفسية للمواطن، الذي سيتعافي تدريجياً من رغبته بالتغيّر ويتحوّل إلى شخص مرح لامبالٍ بما يحدث حوله، حيث سيساهم شعوره بالتبلّد بحصوله لاحقاً على راتب شهري وحصانة وامتيازات شأنّه شأن أي حزبي أو مسؤول في الدولة .
وحذّرت الأحزاب المواطنين من الوقوع في فخ الفعل والبحث عن الجدوى مرى أخرى، كأن يعتقد المضربون بأنّ إضرابهم سيتسبّب بأي تغيير على أي صعيد بالبلاد، ناصحة إياهم باعتبار الإضراب إضراباً عن البطالة أو عطلة منها، أو إجازة سنوية تُخصم من أيام إجازاتهم فور حصولهم هم أو أحد ورثتهم على عمل.
وتعهدّت الأحزاب باستمرار مشاركتها في الإضراب العام حتى لو علّقه المواطنون، مؤكّدة أنّها ستناقش الميزانية التشغيلية للإضراب قريباً، وستصرفها في الأوجه الصحيحة على رفاهية ممثليها في مجلس النواب والحكومة حتى لا يفكروا بالعودة إلى النقاشات والقرارات والخطط والأعمال التي لا تؤدي إلا لانهيار البلاد.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.