عائلة تبقى على قيد الحياة رغم مرور ١٥ عاماً دون معرفة ماذا ستطبخ اليوم
عادل شلكماوي - مراسل الحدود لشؤون الألغاز المحيرة
١٧ يونيو، ٢٠٢١
أكملت عائلة السيّد أنطون تناسيم عامها الخامس عشر وهي على قيد الحياة، رغم أن أفرادها لم يعرفوا يوماً الوجبة التي يودون تناولها على الغداء، ولم يسبق لهم أن اتفقوا على مطعم لشراء الطعام منه بدل الطبخ، ولم يأكلوا شيئاً عند أحد من أصدقائهم أو أقاربهم لأنهم لم يُجمعوا على قبول أي دعوة من قبل، فضلاً عن حقيقة أنهم بشر، ما يعني عدم قدرتهم اعتماد عملية البناء الضوئي كمصدر للتغذية كالنباتات.
لا بد أولاً أن نختلف حول الطعام ووصفاته كنقطة انطلاق نحو الديمقراطية
واعتبرت ربة الأسرة السيدة تماضر حناويس أن ما يجري في أسرتها لا يخرُج عن أعراف وتقاليد المنطقة والعالم "في ظل عجز الحكومة عن الاتفاق على رواية موحدة عن أي حدث في البلاد، وعدم وصول الدول العربية إلى التفاهم المنشود في ما بينها، واختلاف البشرية على إجابة الأسئلة الوجودية مثل نشأة الكون والإله، لا يمكن أن تلام عائلة بسيطة مثلنا على عدم الاتفاق على وجبة غداء".
وأكد الشاب الجامعي شادي تناسيم أن اختلاف العائلة هو النواة الحقيقية للتقدم "كما تعلمون، نحن شعوب لم تتعلم العمل والممارسة الديمقراطية، وليس لدينا أحزاب فاعلة تختلف فيما بينها على البرامج والخطط، لذا، لا بد أولاً أن نختلف حول الطعام ووصفاته كنقطة انطلاق نحو الديمقراطية".
كما أشار شادي إلى أن الاختلاف في وجهات النظر أمر صحي، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالطعام "فعلى عكس أصدقائي وصديقاتي الذين يعيشون في عائلات مستقرة تسودها أجواء التفاهم والتضامن، ليس علي القلق بشأن الدهون الثلاثية والكوليسترول، كما أنني لا أعاني من زيادة في الوزن، ولن أهتم بهذا الشأن ذلك ما دام الخلاف الصحي مستمراً في عائلتنا".
يذكر أن لغز بقاء العائلة على قيد الحياة لا يستحق الإجابة أمام المُعضلات الكبرى التي تُحيط بوجودها ولم تجد تفسيراً حتى الآن، مثل قدرة أنطون وزوجته على الإنجاب مع أنهما لم يتفقا على وضعية للجماع منذ أول يوم لزواجهما، وحمل أطفالهما أسماءً مع أنهما لم يتفقا عليها بطبيعة الحال.