السلطات الأردنية تعتقل أباً قتل ابنته رغم وجود سند قانوني
مفيد فطاحلة - مراسل الحدود لشؤون القتل القانوني
١٧ يونيو، ٢٠٢١

اعتقلت السلطات الأردنية، صبيحة اليوم، والد الفتاة رانيا العبادي لإقدامه على تعذيب ابنته حتى الموت بسبب تدني معدلها الجامعي، متجاوزة العرف الاجتماعي والقانون الذي يحفظ حق أي ولي أمر بالقتل بحريّة في حدود منزله.
وكان والد رانيا قد قتل ابنته وجلس بانتظار الحُكم المُخفف كما جرت العادة، لكنّه تفاجأ باعتقال السلطات له وعدم طمأنته بأن إقامته في السجن لن تتجاوز بضعة أشهر يقضيها بصحبة رفاقه القتلة، وبدأ يعاني من قلق اكتئابي من أن يحكم عليه بسبع سنوات سجن وكأنّه مُجرم عادي قتل روحاً وليس أب يُربي ابنته.
وخلقت الجريمة إشكالية قانونية؛ إذ لم يول المشرع الأردني عناية خاصة لحالات قتل النساء على المعدل الجامعي عند صياغته قانون العقوبات في ستينات القرن الماضي، حيث فاته وجود أهال يودعون بناتهم الجامعات أو يسمحون للإناث ببلوغ الثامنة عشرة قبل قتلهن بجريمة شرف أو نقلهن من قفص العائلة الفضي إلى قفص الزوج الذهبي.
لكنّ خبراء أكّدوا أنّ اعتقال والد رانيا لا يعني أنّه لن يستفيد من العروض التحفيزية والأحكام المُخففة التي يُقدّمها القانون الأردني للمجرمين الصاعدين الذين يرتكبون جرائم يومية في نطاق العائلة الواحدة؛ إذ إنّه أحسن الاختيار بقتل أنثى لأنّ كونها أنثى يتيح الاستفادة من العروض المُقدّمة لعائلتها المُخولة بإسقاط حقها الشخصي وتحرير القاتل من السجن.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.