"أنا كنت حاسب حبيتو الانتخابات، كيما ماحبيتوهاش، الله لا كان"
بلقاسم التليتلي - مراسل الحدود لأحد مراكز الاقتراع والذي وجده رجال الأمن هناك وأجبروه على الانتخاب
١٥ يونيو، ٢٠٢١
على خلفية الامتناع الواسع عن المشاركة ونسب التصويت المتدنية في الانتخابات التشريعية الجزائرية، أكَّد فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون أنه كان يظنُ أنّ الجزائريين يحبون الانتخابات التي تكرم عليهم بالسماح بإجرائها، وأنَّهم طالما لا يريدون المشاركة بها فبإمكانه إلغاؤها بسهولة موفراً على الـ ٣٠,٢٪ الذين حضروا جهدهم المبذول في الانتظار عند مراكز الاقتراع.
لكن حتى وإن كانت كذلك، هل يرضيكم أن تذهب جهود المسؤولين والموظفين والمرشحين بحضورهم ووقوفهم على الصناديق والذهاب إلى الدوائر للترشح سدى؟".
وأعرب تبون عن خيبة أمله في الشعب الذي أمضى السنوات الماضية يطالب بتغييرات جذرية "تفاءلت بكم خيراً عندما أثمرت جهودنا بتغيير وجه السلطة من بوتفليقة لوجهي، وقلنا أخيراً سيشاركونا فرحة بقائنا في الحكم، إلا أنَّكم تصرون على رفض المشاركة بحجة أنَّها انتخاباتٌ شكلية. لكن حتى وإن كانت كذلك، هل يرضيكم أن تذهب جهود المسؤولين والموظفين والمرشحين بحضورهم ووقوفهم على الصناديق والذهاب إلى الدوائر للترشح سدى؟".
وأشار تبون إلى إمكانية اعتماد طرق مختلفة لتفعيل الحياة السياسية قبل فقدانه الأمل وإلغائه الانتخابات تماماً "بمقدورنا قلب طريقة احتساب الإحصائيات لتصبح نسبة عدم التصويت هي نسبة المشاركة، وبذلك نرفعها إلى ٧٠٪، أو أن نريح أنفسنا ونعتبر أن السكوت وعدم التصويت علامة الرضا، وبهذا نرفع أرقام المشاركة إلى ١٠٠٪. في استطاعتنا أيضاً جعل التصويت في الانتخابات القادمة على أكلة الناخب المفضلة -وتكتب تحت الأصناف أسماء المرشحين بالحبر السري- وبإمكاننا أيضاً أن نستعيض بالتكنولوجيا الحديثة ونضع اللوائح الانتخابية في صفحة سياسات الخصوصية على المواقع الجزائرية كافة؛ هذه الصفحة التي يوافق عليها الجميع دون قرائتها ويكون بين طياتها أسماء المرشحين بشكل عشوائي".
وفي الحديث عن احتمالية التلاعب بأرقام المشاركة الانتخابية وزيادتها في الساعات الأربع الأخيرة من مواعيد إغلاق صناديق الإقتراع، ذكّر عبد المجيد أنها كانت خطة وخطوة سياسية كمحاولة أخيرة "لتشجيع الناس على حبّ الانتخابات والاقتداء بالمنتخبين الوهميين الغيورين على الوطن، ولكن من الواضح أنّ حبّ السلطة لكم من طرف واحد وحسن نيتنا تجاهكم لا يليق بكم".