فتاة تٌنهي آخر جلسة ليزر وتتمكّن أخيراً من ارتداء الشورت
ملحية مفعوص - مراسلة الحدود لشؤون "أن تأتي متأخراً خير من شفرة الحلاقة"
١٣ يونيو، ٢٠٢١
أنهت الحاجة الثمانينية، سميرة سُقنف، صبيحة يوم الأحد ١٣ حزيران ٢٠٢١، آخر جلسة ليزر لإزالة شعر الجسم، لتتمكّن من ارتداء الشورت والسير في شوارع العاصمة بسيقانٍ حريرية ناعمة لا تشوبها شعرة بيضاء، وتتأنّق بذاك الفستان القصير الجميل الذي حلمت بارتدائه في حفل تخرجها من الجامعة ثمّ في حفل زفاف ابنتها؛ إذ لبسته اليوم أخيراً بكل ثقة وتمخترت وسط صديقاتها في عيد ميلادها الثمانين.
وبهذه الخطوة، تُنهي سميرة حقبة العبودية لـ "مركز اللمعّان للتجميل" التي عاشتها منذ بلغت العشرين من عمرها، حين رأت الجسد الحريري لتلك الفتاة الشقراء في إعلانهم وقررّت الخضوع لجلساتهم للتخلّص من الشعر فوق الجلد وتحت الجلد والحبوب والبثور والرؤوس السوداء والبقع البُنية عن الجلد، وبدأت تقضي جُلّ وقتها في تقشير جسدها استعداداً لجلسة الليزر ثمّ وضع المراهم والمرطبات للحفاظ على الجلد من الذوبان ومحاربة الشعر فوق الجلد وتحت الجلد والحبوب والبثور والرؤوس السوداء والبقع البُنية عن الجلد الجديدة، في ظلّ حظر تجوال دائم خلال النهار كي لا تؤذي أشعة الشمس جسدها الخالي من الشعر -بإذن الله- وتحرق الحروق الناتجة عن أشعة الليزر.
واكتملت فرحة سميرة بإنهاء آخر جلسة رتوش حين حصلت على أموال الضمان الاجتماعي التي بدأت بادخارها بالتزامن مع شروعها بجلسات الليزر؛ إذ حصدت أخيراً ثمار تعبها في حياتها وحظيت بأموال التقاعد التي تمنحها حياة مريحة دون الحاجة للذهاب إلى الدوام في المكتب خلال الأسبوع ودوام مركز التجميل في أيام العطل، ولم يبقَ أمامها الآن سوى الالتزام بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية لتمتلك قواماً ممشوقاً يُمكّنها من ارتداء البكيني للحصول على الاسمرار الذي حلمت به منذ افتتاح شاطئ الدلوعة عام ١٩٨٩.
وتؤكد خبيرة الليزر التي أشرفت على جلسات سميرة خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد وفاة سابقتها، أنّ نجاح سميرة دليل على فعالية تقنية الليزر في إزالة الشعر "كما نقول دائماً؛ المسألة تتطلب الصبر والثبات والالتزام بالتعليمات وحضور الجلسات كافة. معظم النساء يدعين أنّ الليزر غير فعّال رغم استسلامهن بعد الجلسة الثلاثين".