تغطية إخبارية، خبر

احتفالاً بالذكرى الثالثة والسبعين لنشوئها: إسرائيل تنظم عرضاً حياً للنكبة في الشيخ جراح

Loading...
صورة احتفالاً بالذكرى الثالثة والسبعين لنشوئها: إسرائيل تنظم عرضاً حياً للنكبة في الشيخ جراح

ضمن مسعاها لتخليد اللقطة التاريخية لنشوئها، تنظم «إسرائيل» عروضاً من نوع «المسرح التفاعلي» و«مسرح إعادة التمثيل» بشكل دوري منذ عام 1948، وبمشاركة أجهزة الجيش والشرطة ومجموعات المستوطنين الذين يؤدون أدوارهم في تهجير الفلسطينيين. وتُحاكي هذه العروض الأساليب التي استعملتها عصابات الهاجاناه والإيتزيل بحذافيرها، وتنقلها للعالم بالألوان بدلاً من الأبيض والأسود.  

واختارت «إسرائيل» حيّ الشيخ جراح في القدس موقعاً لسلسلة عروضها الأخيرة على مدار الشهريين الماضيين، والتي بدأت بتصوير مشاهد معاصرة في أروقة المحاكم؛ حيث مثّل قضاة ومحامون إسرائيليون أنهم في دولة قانون، وتمحّصوا الوثائق المقدمة من شركات استيطانية وأصدروا قرارات أولية بإخلاء بيوت الفلسطينيين، الذين قرروا بدورهم الخروج عن النص وعدم تمثيل دور المُهجَّرين أو دور القاطنين تحت نظام فصل عنصري بهدوء كما هو مكتوب، ما أربك برنامج الحفل واستدعى مخرجه المرشح لجائزة نوبل للسلام الأستاذ بنيامين نيتنياهو لإضافة فقرات ارتجالية باستخدام الرصاص المطاطي والحيّ وقنابل الصوت والغاز ورقصة الخيول وسيارات رش المياه العادمة.

وأرادت «إسرائيل» أن يكون العرض حصرياً لنُخبة ذواقة من اليمين المتطرف، قبل أن تتيحه على نطاق أوسع عن طريق تسجيلات رسمية تُراعي زاوية الكاميرا وتكوين الكادر، إلا أنها فوجئت بتسريب بعض اللقطات في بثّ مباشر بالصوت والصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عرّض العمل لانتقادات من عامة الناس الذين يفتقدون للحسّ الفني ويواجهونه بالعنف.

من جانبه أكد وزير الثقافة الإسرائيلي أن تلك العروض ستلعب دوراً تثقيفياً مهماً في تكوين الأجيال الجديدة والمطبّعين الجدد غير الملمّين بالقدر الكافي من تاريخ إسرائيل ونشأتها، "علينا المفاخرة بهويتنا وتراثنا ليرانا الأصدقاء على حقيقتنا ويحبونا كما نحن، وبالأدوار كافة التي نلعبها".

وأشاد خبير علم النفس نوعام بهائيم بما تمثله العروض من مساحات آمنة للمستوطنين الإسرائيليين للتعبير عن أنفسهم والتنفيس عن المشاعر السلبية التي يكنّونها للآخر "كما هي وسيلة لهم للتواصل مع الأباء المؤسسين لإسرائيل، وتفهّمهم والتوقف عن لومهم على وجود بعض الفلسطينيين في البلاد بعد اختبارهم مدى صعوبة إبادة شعب بأكمله".

وانطلق العرض في جولة عاد فيها إلى المدن التي شهدت الجزء الأول منه كحيفا ويافا واللد والناصرة وعكا، بالإضافة إلى مدن عاصرت إصدارات مُختلفة منه، كجنين ونابلس ورام الله، أما غزّة فقد ارتقى العرض فيها إلى مستوى سينمائي ضخم بمؤثرات بصرية وصوتية بمعايير عالية كالتي تعتمدها شبكة نيتفلكس، ليتسنى لها شراء حقوق عرض الفيلم وإدراجه ضمن تشكيلتها الواسعة من أفلام الأكشن التي تبرز المواهب الإسرائيلية.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.