قصة نجاح: شاب يستخرج أول منديل في العلبة بحالة قابلة للاستخدام
١٩ أبريل، ٢٠٢١
نعم، فعلها العبقري ابن العباقرة، فعلها رغم سخرية من حوله من مجرد إيمانه بإمكانية تحقيق ما فشل أجداده في تحقيقه منذ إنتاج أول علبة مناديل؛ عندما تمرّد على منظومة المناديل وتحدّى موروث المستخدمين ونجح باستخراج المنديل الأول في العلبة بحالة قابلة للاستخدام.
يقول الشاب مدحت مُخللات إنّ العملية لم تكن سهلة؛ إذ إنّها بمثابة جراحة دقيقة للعلبة المُصممة للتضحية بالمناديل التي تقف على خط الدفاع “لقد تعمدّت المصانع الرأسمالية القذرة تعكير مزاج المُستخدم بهذا التصميم اللئيم وتكبيد البشرية مليارات المناديل يومياً؛ ففي كل مرة تُفتح فيها علبة جديدة تخسر البشرية من 15 – 25 منديلاً تذهب أرباحها إلى جيب أصحاب الشركات الذين يبيعون أكثر مع كل فشل بشري أمام محاولة فتح علبة جديدة”.
ويتابع “لكنّ المستخدم الذكي يتحلّى بالصبر وينزع غطاء العلبة العنيد بتأنٍ ويسحب المنديل الأول وكأنّه الأخير في هذه العلبة، في هذا المنزل، بل وفي البقالة المقابلة للمنزل. عندها فقط سينجح . لا تسألني كيف ولكن اسألني لماذا”.
ولدى سؤاله “لماذا؟”، أكّد مدحت أنّ المسألة ليست منهجاً تعليمياً يمكن تطبيقه ببساطة، بل عليك التمتّع بعدد من المهارات مجتمعة مثل الذكاء والتركيز والرشاقة والإيمان بقدرتك على تحقيق المستحيل، ولكنّ الأهم هي الموهبة، وهي مسألة ربانية لا تحصل عليها ببساطة ولا يمكن شراؤها بالأموال. مثل القدرة على التصفير أو فتح زجاجة بيرة بالقداحة أو تنظيف شعر الوجه بالخيط”.
بدورها، أثنت والدة مدحت على إنجاز ابنها مؤكدة أنّها استشعرت ذكاءه الاستثنائي وتفكيره الاستراتيجي منذ زمن “مدحت مختلف. إنّ الإنسان متوسط الذكاء قليل الطموح، يواجه موقف علبة المحارم الممتلئة بسذاجة؛ لا يُفكّر أبعد من أنفه – خاصة إن كان أنفه بحاجة مُستعجلة لاستخدام المحرمة – وما إن تصله علبة المناديل المُغلقة حتى يشعر بالطمأنينة والامتلاء وبأنّه سينعم بالمحارم طيلة حياته، فلا يأبه لاستخراج أول عشرين محرمة مُمزقة ومُهترئة ليرميها في القمامة باستهتار وبين ليلة وضحاها يقف عارياً أمام حقيقة انتهاء العلبة. لكنّ مدحت لم يخش التفكير بالمستقبل القريب، وعلم أنّه لو نجح باستخراج أول محرمة بحالة صالحة سيُجنّب نفسه الكثير من المعاناة لاحقاً”.