هل تجوز معايدة المسلمين بمناسبة رمضان؟
فضيلة مولانا الشيخ مدرار الدين أفاضل - شيخ الحدود لشؤون التحريم والتحريم
١١ أبريل، ٢٠٢١
مع اقتراب لُقيى الأمة بشهر رمضان المبارك، تكثر المعايدات بشكلٍ شخصي، فضلاً عن إرسال الملصقات على الواتساب والاتصالات الهاتفية وامتلاء وسائل التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات والأهلَّة والفوانيس ورمضان جانا ووحوي يا وحوي وغيرها من وسائل التعبير عن الفرح وتمني الخير لجميع المسلمين. وعليه تلقينا سؤالاً من القارئ اليقط الغيور على دينه مصعب النشاميطي مستفسراً عن جواز معايدة المسلمين بحلول هذه المناسبة، لوقوعه كل عامٍ في ذات الحيرة التي دفعته لتفويت صلاة التراويح والنوم طوال النهار والامتناع عن لقاء الناس لئلا يقترف خطيئة الوقوع في الحرام بجهله.
ونظراً لكونه استفساراً مُلغَزاً نَدر طرحه، راعينا أن نُجيبه من شتى جوانبه ببضع نقاط، يجدر بالمسلم الفطين أخذها بعين الاعتبار قبل تهنئة أي مسلم بحلول رمضان.
١. الطائفة: عن أي مسلم نتحدث حين نقول مسلم. هل هو سُني؟ شيعي؟ صوفي؟ مُعتزلي؟ خوارج؟ أشعري؟ أحمدي؟ درزي؟ نصيري؟ عليك تفحص المسلم الذي أمامك وتمحصه تمحيصاً، اسأله عن عدد ختمات رمضان المنصرم، لاحظ طول لحيته وطبيعة علامة الصلاة على جبهته وطبيعة ملابسه وطول ثوبه، فإن اتضح أنه من طائفتك، فهنئه على بركة الله؛ أما إن تبين لك اختلاف مذهبه أو صعُب عليك تحديده لارتدائه ملابس أمريكاوية من بدلٍ وسراويل وقمصان مقلَّمة أو مشجرة كملابس النساء مثلاً، فامسك عن المعايدة، درءآً للشبهات وابتعاداً عن الوقوع في الشرك والإيمان بمعتقداته.
٢. صحة الصيام: تأكد من قبول صوم من تهنئه؛ افحص نسبة الرطوبة على لسانه، إن وجدته يابساً فهو صائم يستحق التهنئة، أما إن شابهُ شيءٌ من النداوة والعياذ بالله، فاقطع علاقتك به وبلِّغ عنه الجهات المختصة بالأمر بالمعروف والنهي على المنكر.
انتبه كذلك لآداب الصيام الصحيح، فلا تجوز تهنئة من يشتم أو يشتعل غضباً في نهار رمضان، لأنك بذلك تشجع ممارساته، لكن من الممكن أن تضرب صفحاً عن تصرفاته إن اِقتصر غضبه وشتائمه على أهل بيته.
٣. صواب الفِكر: إن تجاوز المسلم النقطتين السابقتين غير كافٍ للتحقق من جواز معايدته. علينا التحقق مما يدور في رأسه من أفكارٍ عن العالم؛ إن كان ممن يقرؤون الفلسفة والروايات والعلوم الطبيعية ونظرية التطور أو ما شابه، فهذا قلبه فاسدٌ وتائه لا نفع منه ومن إسلامه ومعايدته. أما إن كان قارئاً لقصص الأنبياء والعلوم الشرعية وكتب التراث فقط لا غير - دون أن يتحذلق في تحليلها وفهمها - فهو أحق بأن تبارك له الشهر الفضيل.
٤. المرأة: اتفقت المذاهب والأئمة جميعهم على وجود جملةٍ من الإشكاليات في المرأة: دينها ناقص وعقلها ناقص ورمضانها ناقص لعدم خوضها ما نخوضه من ذهاب لأعمالنا ووقوفنا في طوابير طويلة لشراء الحلويات والتمر الهندي ومشقة صوم رمضان كاملاً لأننا لا نتنعم بنعمة الدورة الشهرية مثلها، بل تُسلي صيامها بالعجن والخبز والتمتع بأشهى الروائح، فعلامَ تُعايد؟ كما أن معايدتها قد توقع الرجال في الرذيلة وتجرجرهم بردودها بردودٍ مغناجة الصوت؛ فتبدأ الفتنة برد المعايدة بمثلها فإيقاظ للصلاة فالتسبيح على أطرافها وما شابه من بدعٍ تشوه الدين، وهذا حرامٌ حرامٌ حرااااام، وكل من يُعايدها آثم. والله أعلم.