دليل الحدود لتتعرف إلى نفسك جيداً كي تجد الطريقة الأنسب لتخبئتها
٠٢ أبريل، ٢٠٢١
هل تواجه صعوبة في تعديل مسار حياتك أو السير فيه أو إيجاده من الأساس؟ هل تشعرين أنك سخيفة وسط الجموع؟ عاجزة عن التفلسف على من حولك؟ هل تشعر أنك عالق في سوء تفاهم لا نهائي مع الشريك؟ هل تعجز عن إيجاد شريك؟ لا عليك؛ إنّ المشكلة الأساسية تكمن في عجزك عن فهم نفسك، ما يدفعك للتعبير عنها بشكل خاطئ بدلاً من حفظ ماء وجهك بالتكتم عليها.
نحن في الحدود، ندرك أنك إنسان عصري، لا تملك الوقت والمزاج الذي كان متاحاً لفلاسفة الإغريق لتأمل معنى الوجود وماهية الذات وجوهر الحقيقة. قد لا تكون مهتماً بمعرفة حقيقتك إلا بالقدر الذي سيتيح لك إيجاد الطريقة الأنسب للتستر عليها ودفنها في الأعماق، ولهذا نهديك هذا الدليل، ورحم الله امرئاً عرف قدر نفسه.
الاعتكاف في كهف
قد يكون من الصعب عليك اتخاذ نهج الأجداد القدامى والرسل والأنبياء، والاختلاء بنفسك في منطقة نائية للإنصات إلى الأصوات المنبعثة من حولك ومن داخلك، مثل فحيح الأفاعي، وقرقرة معدتك الخاوية، لذا؛ يمكنك استبدال هذه الخطوة بدخول الكهف المظلم المتمثل بالانقطاع عن الإنترنت لمدة 24 ساعة ستتمكن خلالها من تحديد نوع المنشورات التي تجلب لك الرضى عند مشاركتها مع الآخرين، وتلك التي كانت سبباً في تعاستك. ربما تتعثر خلال هذا اليوم ببعض الآراء والأفكار الخاصة بك أنت وحدك، فتجد الفرصة لاستكشافها ومسحها من ذاكرتك كي لا تفصح عنها أمام أي أحد أثناء زلة لسان.
تعرّف إلى جسمك
تحت طائلة المسؤولية، يمكنك ممارسة اليوغا في مسعى لفتح الشاكرات الروحية لديك والتعرف إلى مكامن الطاقة الموزعة على جسدك من أعلى رأسك وحتى مؤخرتك، لكننا حالياً غير مهتمين بإيجاد حلّ للمعضلة الأزلية حول العلاقة بين العقل والجسد، بل نسعى إلى جعلك مرتاحاً بجسدك لا أكثر. قف أمام المرآة، تأمل أرشيف صورك الشخصية، حدّد العلامات الفارقة والملامح التي تميزك عن غيرك ثم ابحث عن كيفية التنصل منها. ربما تحتاج زوجاً جديداً من النظارات الشمسية لتغطي عينيك وحاجبيك، أو قميصاً أسود فضفاضاً يغطي من الورك إلى الخصر، أو كريم أساس يخفي ندبة على الجبين، ستتمكن عندها من المشي بكل ثقة في المساحات العامة، دون أن يلحظ أحد مرورك.
القليل من الخمر..
يقول المثل اللاتيني، إن الحقيقة تكمن في النبيذ؛ احتسِ القليل منه ودع المشاعر تجتاحك، تصالح مع رغباتك وتعلم ما تحب وما تكره، تحدث بصوت عال. ارقص، إذا قمت بهذا النشاط وحدك فهي أفضل طريقة لتعرف الأمور الذي لا يجدر بك البوح بها، أما اذا حدث هذا وأنت محاط بالأصدقاء أو الغرباء، من ليسوا أنت ولست هم، بإمكانك التظاهر ببساطة أنك تختلق الأشياء عندما تكون ثملاً، وبهذا يعرفونك دون أن يعرفوا أنهم عرفوك، ما يسهل عليك خداعهم بشخصية جديدة في كل مرة.