تغطية إخبارية، تقرير

ثلاث محطات سعيدة مرت بها عاصفة الحزم

Loading...
صورة ثلاث محطات سعيدة مرت بها عاصفة الحزم

مرّت ست سنوات وكأنها ستة صواريخ باليستية منذ أطلق سيدي صاحب الجلالة سمو الأمير محمد بن سلمان حربه على اليمن السعيد، إيماناً منه بحق أهل الجوار في العيش بحرية دون عوائق الأبنية والبنى التحتية والمشافي والمدارس والطعام. 

أطلق عليها اسم عاصفة الحزم لإرهاب العدو وطمأنة الصديق؛ فكانت صواريخ طائرات إف-15 المقاتلة ناراً صلت الحوثيين وبرداً وسلاماً أراح أخوتنا في اليمن من جرائمهم، حيث نقلتهم مباشرة إلى الرفيق الأعلى لينعموا بجنة عرضها السماوات والأرض بدلاً من انشغالهم بأمور حياتية فانية، مثل البحث في أنقاض المدارس والمشافي عن أطفالهم وذويهم أو محاصصة المياه والكهرباء.

ولأنّ الحزم شدّ ورخو، أطلق سيدي صاحب السمو مبادرة جديدة للسلام، بالتزامن مع الذكرى السادسة للعاصفة مبادرة جاءت في وقتها، حين لم يبق شيء يستحق ثمن وقود الطائرات المقاتلة التي ستذهب لقصفه. ورغم رفض الحوثي للمبادرة حتى الآن لعدم استنفاد المخزون الاستراتيجي من المدنيين الذين بالإمكان استغلال موتهم لأهداف إعلامية، إلا أن السلام قادم لا محالة بسبب تحقّق أهداف الحملة بشكل كامل، إذ أوقفت المملكة مسيرة الحوثي للسيطرة على اليمن عن طريق تدمير كل ما يمكنهم بسط السيطرة عليه، حتى يموتوا بغيظهم.

ولم تقتصر إنجازات الحملة على الانتصار العسكري المدوي من الجو؛ بل حقّقت نجاحات استثنائية على كافة الأصعدة. وإليك عزيزي القارئ بعض الومضات التي بزغت على طريق نصر سيدي ولي العهد:

أولاً: إعادة هيكلة قطاع الصحة اليمني المتهالك – بعض الأنظمة الأساسية في مجتمعاتنا العربية ضعيفة ومتهالكة إلى درجة استحالة تقويمها وضرورة التخلّص منها من جذورها، إلّا أنّ استئصال تلك الأنظمة يواجه صعوبات عديدة بسبب المصالح والمحسوبيات. ويعدّ قطاع الصحة في اليمن إحدى تلك المرافق التي تحتاج لطفرة نوعية يصعب تحقيقها بسبب البيروقراطية؛ لذلك ضم صاحب السمو القطاع الصحي في اليمن إلى رؤية 2030 للحكومة السعودية كمكرمة للأشقاء اليمنيين، وأمر بتدمير المشافي عن بكرة أبيها حتى يستطيع إخواننا البدء من صفحة ناصعة البياض بعد انتهاء الحرب.

ثانياً: تسليط الضوء على الوضع الإنساني في اليمن – لأنّه فطن وسريع البديهة، لاحظ صاحب السمو تجاهل المجتمع الدولي للأزمات الإنسانية في اليمن، بوصفها لا تمتلك مخزوناً من النفط ولا تعد دولة استراتيجية تستحق تدخل الدول العظمى، ولاحظ أيضاً هوس الإعلام الغربي بتغطية كل جريمة حرب صغيرة وكبيرة لنظام بشار الأسد في سوريا. ولأنه قائد يفكر خارج الصندوق؛ فقد قرر تطبيق السيناريو السوري في اليمن، وضحى بسمعته الدولية من أجل تسليط الضوء على الكوارث الإنسانية هناك، بل عكف على ابتكار كوارث جديدة تمنح هذا البلد الفقير الاهتمام الدولي والإعلامي الذي يستحق.

ثالثاً: دعم الاستدامة وتقليل الاعتماد على النفط – يعتقد قليلو الخبرة السياسية أنّ الهجمات الحوثية المتكررة على المنشآت النفطية السعودية تشي بتراجع  أداء المملكة في الحرب وغياب الرؤية والمنظومة لرد تلك الهجمات، ولكن ما يجهله هؤلاء أن قصف المنشآت النفطية يُمثّل جزءاً من خطة صاحب الجلالة طويلة الأمد لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة والعالم على الوقود من أجل تنوع الاقتصاد وحماية البيئة؛ فهو يعلم أن تلك المنشآت عرضة لقصف الحوثي كونها قريبة من الحدود اليمنية، وقد لاحظتم ارتفاع سعر النفط في الآونة الأخيرة بسبب القصف، ما يسهم في تسريع عجلة البحث عن مصادر طاقة بديلة وصديقة للبيئة، حتى تكون المملكة في مصاف الدول الكبرى الملتزمة باتفاقية باريس للمناخ.

شعورك تجاه المقال؟