لايف ستايل، دليل الحدود

أربع طرق لتملَّ فيها بعدما مللت من الطرق القديمة

Loading...
صورة أربع طرق لتملَّ فيها بعدما مللت من الطرق القديمة

نعرف أنك قبلت الروتين وتعايشت معه في كل تفصيلٍ بحياتك؛ في عملك ودراستك وعلاقاتك ونومك وصحوك وسبل تسليتك والنكات التي تضحكك وطريقة ضحكك عليها. لكن المشكلة تكمن في تمدده ليسيطر على مللك باعتباره ملاذك الأخير لقضاء وقت عادي. حتى مللك صار مملاً، خاوياً، نتيجة سنواتٍ وسنوات من الارتماء على الأريكة وتقليب المواقع الإلكترونية والتنهد وشرب القهوة والشاي والتدخين وتقليب محطات التلفاز وتأمل الجدران والأسقف والبلاط والحياة والانتقال لتأمل الثلاجة وإغلاقها وإعادة فتحها قبل الاتصال بالمطعم إياه لطلب الوجبة الجاهزة ذاتها وتناولها أثناء متابعة أفلام بالمواضيع نفسها والنهايات غير المتوقعة بعينها.

نعرف كذلك أنك حاولت كسر هذا الروتين؛ فدخّنت السجائر الإلكترونية بدل العادية، فتحت الثلاجة بدل البراد، مشطت شعرك، ولكن لا فائدة. لذا، نقدم لك الطرق التالية لتنعش الملل في حياتك وتتمكن من المُضي قدماً في فراغ حياتك.

١. المشاركة: شارك مللك مع الناس؛ اكتب منشوراً تعرب فيه عن شعورك بالملل مع إيموجي كئيب أو صورتك وعلامات النوم على الكنبة باديةٌ على وجهك. اسطع بسلبيتك على الجميع حتى لا يبقى لديهم أي شكلٍ آخر من المشاعر، ولا تكتفِ بنشره افتراضياً؛ بل انزل به إلى أرض الواقع. اخرج مع أصدقائك، دع المرح يأخذ مجراه، واكتف بالجلوس شارداً بملامح حزينة، وحين يسألونك عن السبب، حدِّثهم عن الملل والأسى واللاجدوى وانعدام المعنى. تملّك الجلسة، ثم اطفئها بنورك الرمادي، إياك أن تفسح المجال للحديث عن التفاؤل أو الأمل؛ كن الملل بحد ذاته، حتى يرضخوا لإرادتك وتراهم عابسين يتأففون ويفصحون عن الزفت في حياتهم، استمتع الآن بجلسةٍ رائعة من الضجر.

٢. استثمر طاقتك في أنواع جديدة من الملل: ابتكر أنواعاً جديدة من الملل؛ نوِّعه وخصص أوقاتاً لتطويره. جرب ملل الأثرياء؛ العب الجولف. حدد مكان الحفرة، وابحث عن الحفرة، واقطع رحلة الوصول إليها مشياً أو ركضاً، وأعد الكرة لمكانها من جديد لتُعيد التجربة كلها مُتظاهراً بالاستمتاع. احسب 7×56+97÷82-46×753+76.98×21.65-984 بعقلك، ستمنحك المعادلة مللاً لا يضاهى، خصوصاً حين تستمر بتكرار الأخطاء وإعادة الحل من الصفر، أو احسب الديون التي ستتراكم عليك حتى تبلغ سن التقاعد.

 ٣. امنح نفسك الوقت الذي تستحقه: فالوقت في عطلة نهاية الأسبوع بالكاد يكفي لنسيان الضغوط التي مررت بها، وما أن تشرع بالملل اللذيذ حتى يدخل الأسبوع الذي يليه. تذكَّر كم كان الملل ممتعاً في عطلة العيد، وأنت مستلقٍ بلا مشاريع ولا أسفار ولا زيارات عائلية، أو خلال الأسبوع الذي قضيته طريح الفراش جراء الإنفلونزا، إيييييه، يا سلاااااام. خذ إجازةً طويلة، واستفد من عدم امتلاكك النقود للهرب من واقعك، وغياب أي مصدر جديد للمتعة، ليصفو ذهنك وتشعر بكل لحظة تمر دهراً. 

ملاحظة: لا تسمح لأولاد الحي باللعب؛ فهم بذلك يعكرون عطلتك ويذكرونك بالمتعة الحقيقية. كن الجار القميء الذي يُعكِّر حياتهم؛ انهرهم، مزِّق كرتهم بالسكين، بلِّغ ذويهم أنهم يدخنون السجائر خلسة. سيكرهونك الآن، ولكنهم سيدعون لك حين يكبرون ويتذكرونك قدوةً في عالم الملل. 

٤. تنقَّل بالزمن: عُد للماضي، حين اختبرت هذا الشعور لأول مرة في الصف الرابع، أثناء حصة التربية الوطنية ودرس إنجازات القائد قبل أن يبلغ العاشرة من عمره. عش هذا الشعور مجدداً أو تخيَّل المستقبل. فكِّر في مستقبلك القمامة وكل المعاملات الحكومية التي ستنجزها. في الزيارات العائلية، في مكالمات معايدة أقاربك، في غسيل الأواني المتراكمة يومياً، في اجتماعات العمل التي لم تعقد بعد، نعم، اصبر على حالك؛ فسيأتي الغد مُحملاً بمللٍ لم تحلم به من قبل.

شعورك تجاه المقال؟