تغطية إخبارية، دراسة

دراسة: جائحة كورونا هي وسيلة الطبيعة لتصحيح اختلالاتها وإعادة أنثى الإنسان إلى المنزل

أنيس مِسطاري - خبير الحدود لشؤون الانتخاب الطبيعي في سوق العمل 

Loading...
صورة دراسة: جائحة كورونا هي وسيلة الطبيعة لتصحيح اختلالاتها وإعادة أنثى الإنسان إلى المنزل

أثبتت جائحة كورونا صحة نظرية الانتخاب الطبيعي؛ إذ نجحت البيئة في الحفاظ على الكائنات التي تمتلك السمات الأقوى واستبعاد الكائنات ضعيفة المناعة اقتصادياً واجتماعياً. ونستطيع أن نرى مظاهر اصطفاء الطبيعة في البيئة الأحيائية لسوق العمل، حيث عصفت الجائحة في الاقتصاد العالمي، وتركت البشر يتصارعون على البقاء في وظائفهم. وبما أن أنثى الإنسان تحظى عادةً بأجور مُنخفضة وفرص توظيف ضئيلة، فقد فشلت مدخراتها في الصمود أمام تلك الخاصة بالذكر في عائلتها تحت ظروف الجائحة الاستثنائية. ونتيجة لعوامل الطبيعة هذه، انحسر صنف الإناث العاملات لإفساح المجال للذكور لاستكمال صراعهم مع أبناء جنسهم الأشد بأساً منهم، إلى أن يتم تحديد الأفراد الأجدر بالحفاظ على نسلهم.  

 وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة الطبيعية، أعد الاستاذ أنيس مسطاري دراسة سوسيو -اجتماعية -اقتصادية -جندرية تبيّن دور فيروس كورونا في إعادة التوازن إلى الطبيعة، عن طريق توسيع الفجوة بين الجنسين، تماماً، وأثره في تعديل نسب التلوث البيئي وضبط الزيادة السكانية، إضافةً إلى قضائه على الطفيليات من أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة عن طريق إغلاق مشاريعهم الصغيرة وإغراقهم في الديون.

بدأت الدراسة باستعراض الأحداث الهجينة التي حصلت على مدار القرن الماضي، حين نشطت محاولات أنثى الإنسان بالخروج تدريجياً إلى الساحات العامة ثمّ إلى صناديق الاقتراع حتى وصلت بيئة العمل محدثةً اختلالاً في التركيبة الاجتماعية والهرمونية للأحياء البيئية التي وصلت إليها، معتقدة أنّها ستنتصر على قوة الطبيعة، لكنّ الأخيرة تمكنت في غضون أشهر قليلة من عكس هذه الأفعال الاصطناعية، وأعادت الأنثى إلى منزلها، وهي البيئة السليمة لها التي يجب أن تحتمي فيها ريثما يذهب الذكر لانتهاز الفرص في عالم خطير موبوء.

وبحسب الدراسة، فإن الجائحة أجبرت أنثى الإنسان على استذكار وممارسة مهاراتها الفطرية في الطبخ والتنظيف والتربية والتعليم والعناية بالآخرين وممارسة الجنس مع الزوج الذكر، إثر تعطيل كافة القطاعات من مطاعم ومدارس ومستشفيات ودور رعاية وبيوت دعارة.

يُذكر أنّ التصحيح الطبيعي لدور الأنثى أتى على حساب البشرية جمعاء؛ إذ تضرر ذكر الإنسان مؤقتاً، ووجد نفسه تحت ظروف استثنائية ألزمته المنزل لساعات تتعدى فترة نومه وتناول وجباته الرئيسية، كما اضطر لمجابهة عناصر حياتية دخيلة عليه، كصغاره وروائحهم وأصواتهم وأسمائهم، وهي أمور من الصعب أن ينساها بمجرد عودته إلى العمل.

شعورك تجاه المقال؟