تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

أنت تسأل ونحن نجيب: كيف تصمد “دولة الخلافة” أمام تكالب الأمم؟

Loading...
صورة أنت تسأل ونحن نجيب: كيف تصمد “دولة الخلافة” أمام تكالب الأمم؟

القرّاء الأعزّاء، تحيّة عطرة ….

تأتيكم الحدود من حيث لا تعلمون، بزاوية جديدة وفريدة، زاوية “أنت تسأل ونحن نحاول أن نجيب”. الحدود: الموقع الأفضل عربيّاً في الإجابة على تساؤلات القرّاء والكتّاب والمحققين لدى اعتقالنا.

سؤال اليوم وجّهه لنا المواطن أحمد بلعوم من قرية كفر شعبيل المحيطة بالجدار العازل في فلسطين:

“الأعزّاء في شبكة الحدود، أحب مقالاتكم كثيراً وأتمنى أن تكبر الحدود لتصبح إمبراطورية إعلامية وحقيقية نسكن فيها جميعاً بحب وعدل وإخاء تحت الحكم الرشيد لفريق تحريركم المبجّل. أحبكم جدّاً ومستعد لفعل أي شيء من أجلكم.

سؤالي هو: لماذا لم يتم دحر دولة “الخلافة الإسلامية” حتى الآن رغم كل الضربات الجوّية؟ أليس صحيحاً أن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من الكفّار يقصفون دولة الخلافة؟ فكيف تصمد “دولة الخلافة” أمام تكالب الأمم؟

أرجوأن تجيبوني بأقصى سرعة ممكنة، لأنني لا أستطيع النوم ليلاً ولا أريد العمل نهاراً وأفضّل التفكير بهذا السؤال.

وتفضلوا بقبول أسمى آيات التقدير والاحترام والشكر، وتحيّاتي للأهل والأصدقاء والأقارب في كفر عيتا ورام الله وفي الشتات ولكل أهلنا في المخيّمات وأولاد عمّي المحامي زهير عبد الهادي والمهندسة سوسن شطّورة وابن عمتي الطبيب حمّودة، وسارة وسامر ومعاذ–“

محرر الحدود لشؤون “دولة الخلافة”:

عزيزي أحمد بلعوم، تحية طيبة لك وللأهل والأقارب وسوسن وحمّودة … إلخ

الإجابة على سؤالك استغرقتنا ساعات عمل طويلة خلال السنوات الماضية، ومع ذلك، لا مانع لدينا من مشاركة الحقيقة معك ومع سائر القرّاء بالمجّان.

أولاً – الحجب والأدعية: بحسب الضليعين في أمور الحياة الدنيا والآخرة، فقد استند تنظيم “دولة الخلافة” إلى تكتيكات تقيه صواريخ الكفّار. فعلى سبيل المثال، استخدم التنظيم مجموعة من الحجب لمناداة الطيران الأبابيل لمساندته في إسقاط الطائرة الروسية. كما صنع  قبّة حديدية لحمايته من الموت المتهاطل من السمّاء باستخدام أدعية خاصة تتسبب بتحويل مسار الصواريخ لتضرب المعارضة المُدربة على الاعتدال بدلاً من المجاهدين.

ثانياً – سيارات التويوتا: يستخدم التنظيم سيّارة التويوتا الأقوى في العالم، والتي تعمل بالدفع الرباعي ويصعب أن توقفها مجموعة خرقاء من الصواريخ المتساقطة هنا وهناك. وتعتبر التويوتا خيل المجاهد العصري، فصوت محرّكها أفخم من صهيل الفرس العربية الأصيلة، كما تستطيع السيّارة حمل ثلّة من المجاهدين مع أعلامهم وأسراهم في الأقفاص إلى الموصل، ثم نقلهم برمشة عين لمحاربة التنظيمات الأخرى أو قوّات الأسد في وسط سوريا ومشارف اللاذقية، إضافة لقدرتها على نقلهم إلى عواصم عالمية ليصعدوا منها الجنّة. إنّها التويوتا يا أحمد بلعوم، التويوتا، حجر الأساس في بناء الدول وبقائها وتمددها.  

ثالثاً – فشل الضربات الجويّة: من المعروف أن الموت هو أحد الموظّفين الصغار لدى المخابرات الأمريكية. وتستطيع الولايات المتحدّة قتل أي إنسان في الزمان والمكان المناسبين حقيقةّ، باستخدام الطائرات بدون طيار التي تحمل صواريخ ذكية تهدم أحياءً بأكملها على رؤوس قاطنيها، تاركة فرص ضئيلة لنجاة الهدف. لكن، وكما تعلم يا بلعوم، فإن الانتصار بالاعتماد على الضربات الجويّة دون وجود مشاة على الأرض أشبه بمحاولة هدم الأهرامات باستخدام فرشاة أسنان.

رابعاً – الحرب النفسية: إن ممارسات تنظيم دولة الخلافة، والتي لا تمارسها الدولة السعودية، كفيلة بإخافة الموت لدرجة الموت، فمن ذا الذي يجرؤ على محاولة قتل من يحبّون الموت ويريدون تفجير أنفسهم بالعدو؟ كيف تواجه إنساناً يطمح لأن يبعثر نفسه أشلاءً؟ هذه الأسئلة يواجهها جنود الجيش العراقي بأسلحة بسيطة وشبه إرادة سياسية غير معنيّة بإنهاء المعضلة، فيما عمد الجيش السوري إلى التركيز على عدم التركيز على محاربة تنظيم الدولة، من باب أن الشيء الذي لا تراه يتوقف عن كونه موجوداً، كما يعرف أي طفل في الثالثة من عمره.

شعورك تجاه المقال؟