نزار قباني يكتب للحدود: ثوري، أحبك أن تثوري لأن ذلك يستثيرني
٠٨ مارس، ٢٠٢١
***
سيدتي،
في يومك،
اعتلي عرش البشرية،
ونددي بظلمكِ،
اصرخي، اهتفي،
تنهدي،
ادخليني بغضبك واعتصري الثورة بين أفخاذك،
يا جسداً يهتف مثل الزلزال،
اصعدي واهبطي في الميادين كما الفرس الجامحة،
فصراخك يُعريني
ويعريكِ،
وهكذا …
… أُحبُكِ،
محموقة تغُصين، قاهرة مقهورة متقلبة،
كل عامٍ وهذا يثيرني.
ثوري ثوري ثوري،
ماذا أفعل فيكِ؟
ثوري بين الملاءات وطيري
بين الوسادات كالفراشة،
تسرّبي إلى الحجرة،
يا ذئبتي،
ارفضي – لا تعدّي قهوتي،
اليوم.
العقي الملعقة وابصقي في الفنجان،
استهجاناً،
أطربيني باضطهادك يا لبؤتي وخذي قضمة من
رقبتي انتقاماً،
فأنا بين النساء نبي، والقهوة لي،
مفتاح يحملني إليكِ بين كوكبة الأشياء،
ادلقيها على وجهي،
لأتحسس حرارتك تعربدُ في أنفي.
مطرٌ،
اسقطي، لا أدري كيف،
اسقُطي فقط، وامشي عليّ،
قولي، أنا حُرّة،
آه،
قولي،
آآه،
آآآه،
جُرّي السلاسل التي على معصميكِ
وكبّليني على الأبواب، والنوافذ،
أضمّك بالساحات تحت جفوني،
فأنتِ لي، لي اليوم وكل يوم،
أدنيكِ فأرتاحُ،
نِضالُكِ العارم يستوقفني،
ويوقّفني.
أنتِ ورفيقاتك صوت يجرفني،
متراصين متكاتفين جسداً واحداً،
أدرسكن، أطالعكن، أتفحّصكن..
نظراتي، تشارككن،
معكنّ، تحضنكن،
تتراقص على انحناءاتكن،
وخيالي يطيرُ بي.
أُصلّي لنسمة هواء،
ترفع لي تنانيركن،
وتطلق رحيقي كالشلال.
عشيقاتي
تقتلني التفاصيل الدقيقة في محياكن،
حتى وإن هرمتنّ فتقطيبة حواجبكن،
وتجاعيدها،
خيوط أتفحصها
تنادي على أصابعي،
لتلهو بين بساتين طبقاتها
وتقاسيمها…
تأوهن،
انجرفن…
… فكل عامٍ وأنتِ بمسيرتك التحررية…
… إباحية.
***