مهندس يأخذ شهادته الجامعية ومشروع تخرجه ومسطرة T معه لطلب يد فتاة
٠٨ مارس، ٢٠٢١

وضّب المهندس المعماري م. ضياء شمنطاوي شهادته الجامعية ومشروع تخرّجه ولابتوبه وروب التخرّج وبطاقة عضوية نقابة المهندسين ومسطرة الـ T وأقلام الرصاص والفرجار وأقلام ماركر ومشرطاً دائرياً ومشروع مكعب الجبس من السنة الأولى، وضّبهم واصطحبهم جميعاً مع أمه وأبيه لزيارة عائلة الفتاة التي يود التقدم لخطبتها حتى يثبت لهم أنّه مؤهل للارتباط بها بأدلة ووثائق لا تقبل النقاش.
ولدى سؤال والد الفتاة م. ضياء عن حاله، أكد له أنه درس الهندسة المعمارية في كلية الهندسة “وصرت زميلاً لمهندسين ومهندسات وانتسبت لنقابة المهندسين وأعيش حياتي كمهندس وأعمل مهندساً في مجال هندسي وسأموت مهندساً، ورغم صعوبة تخصص الهندسة المعمارية ،فقد كنت تلميذاً نجيباً؛ فأنا مهندس بالفطرة، والهندسة حلم طفولتي؛ في الوقت الذي كان الأولاد يلعبون في الحارة كنت أسطّر وألوّن وأهندس، أردت دوماً أن أكون مهندساً، وهذا ما صرت عليه؛ مهندس بخير والحمد لله، كيف حالك أنت؟”.
وقبل أن يتمكن والد الفتاة من الإجابة، أزاح م. ضياء المزهرية التي على الطاولة ووضع مكانها مشروع تخرّجه “ظننتم أنني سآتي حامِلاً علبة حلوى أو باقة ورد، لكنني أتيت بالمهمّ، إنه مشروع تخرّجي الذي وصلت الليل بالنهار لإتمامه، وحين عرضته على لجنة التحكيم صفّروا وصفّقوا، وكادوا – لولا النظام التعليمي الرديء – أن يمنحوني شهادة ماجستير عليه، وحين نشرت صوره على جروبات الدفعة حصدت الكثير من اللايكات وقلوب الحبّ وضحكات الحُسّاد. لا أريد الإطالة في الكلام عنه، دعوني أشرحه لكم بالتفصيل”.
بعد ساعة ونصف من الشرح، أدرك م. ضياء أنه حاز قبولهم “إذ نادى الوالد على ابنته بصوت عالٍ لتأتي وتقابلني وتراني بأم عينها؛ اقتربت بخطّ مستقيم، بدأت أحسب قياسات عش الزوجية والأثاث الذي يناسب حجمها، ولم تكد تجلس حتى أريتها قرطاسيتي وبطاقة عضوية النقابة على صدري، وأشرت لها بيدي إلى مشروعي، وتركت كل هذه الأشياء تتكلّم عنّي”.
وفور انتهاء الزيارة، ورفض طلبه، أكد م. ضياء أنه يشرف تلك العائلة بالزواج من ابنتها الجاهلة “هي أصلاً ليست مطابقة لمواصفاتي ومقاييسي. لا تعرف أسباب سقاية الإسمنت الطري في ساعات الصباح الباكر؛ وحين صافحتها كانت يدها رخوة طريّة، فضلاً عن حملها صينية القهوة بدرجة ميلان ٨٧ درجة، وهذا دليل على مشكلة كبيرة في توازنها ومتانة أساساتها”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.