تغطية إخبارية، خبر

السلطات البحرينية تتمنى لكم عيد حب سعيد كونها المناسبة الوحيدة اليوم

Loading...
صورة السلطات البحرينية تتمنى لكم عيد حب سعيد كونها المناسبة الوحيدة اليوم

بقلم جلالة ملك القلوب حمد بن عيسى آل خليفة 

كم هي مصادفة رائعة أن يكون عيد الحب المناسبة الوحيدة التي تحتفل بها كافة شعوب العالم والشعب البحريني على وجه الخصوص في الرابع عشر من شهر شباط، لنتفرَّغ جميعنا للحب فحسب، ولا نُفكّر بأي شيء غيره، فتغمرنا مشاعر العطف وتطغى على مشاعر الغضب، التي لم ولن تكون موجودة في يوم تعمُّ فيه القلوب الحمراء مواقع التواصل الاجتماعي والصحف البحرينية. 

واحتفالاً بهذا اليوم الاستثنائي الجميل، الذي يتزامن مع أجواء ربيعية رائقة – وهو الربيع الوحيد الذي حصل أو يحصل في العام – أرسل تحياتي للشعب البحريني الحبيب، وأعدهم بأن أسمح للجميع بالاحتفال؛ الغني والفقير، الأمير والمواطن العادي وحتى العامل الوافد، وسأتيح للشيعة فرصة الاحتفال كذلك وأعدهم ألّا نعتقل واحداً منهم لحمله دبدوباً أحمر أو باقة ورد طالما أثبتت التحقيقات أنّكم لا تريدون استخدامها لإرهاب العالم.

احتفلوا واستمتعوا وتبادلوا الرسائل والعناق والهدايا، تهادوا الدباديب والأرانب والذهب والفضة، ولكن تجنبوا اللآلئ؛ إذ إنّ اللؤلؤة جوهرة خبيثة، تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا.

ولأنّ الحب ملح الشعوب وخبزها وحكومتها المُعينة من قبل الحبيب، ودستورها غير القابل للتعديل، أدعو الشعب البحريني لأن يحبوا بعضهم البعض دون شروط؛ فالحب أجمل وأنبل ما في الحياة، والحبيب يُمثّل كل ما في حياتكم؛ هو روحكم وعقلكم وملك قلوبكم. أحبوه دون تفكير ولا تدمروا العلاقة الجميلة التي تجمعكم بالزن وكثرة المطالب، لا تغالوا وتطالبوا بإنهاء حكمه على قلوبكم؛ لأنّ هذه المطالب من شأنها أن تجبره على إعلان حالة الطوارئ في العلاقة وممارسة العنف ضدكم، وقد يفيض به ويسجنكم في قلبه للأبد رغماً عن أنوفكم، أو يلجأ لعائلته وأصدقائه الملوك والأمراء على قلوب عشاقهم كي يقنعوكم بالتراجع عن قراركم بالتي هي أحسن، قبل أن يُحطّم المطعم الذي طالبتموه فيه بالرحيل ليمحو هذه الذكرى الأليمة للأبد.  

وأخيراً وليس آخراً، لا يسعني سوى أن أستذكر في هذا اليوم الجميل الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحب على مر التاريخ؛ من فالنتينو إلى روميو وجولييت وجاك حبيب روز – رحمهم الله جميعاً -. 

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.