إعلان الولايات المتحدة عزمها شطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية يتسبب للجماعة بأزمة هوية
١٠ فبراير، ٢٠٢١

نسيم مبطور – مراسل الحدود لشؤون البحث عن الذات
لم يكد الحوثيون يهنؤون بتصنيف الأمريكان لهم منظمة إرهابية، حتى نسفت الإدارة الأميركية المستجدة فرحتهم بإعلان عزمها على شطبهم من القائمة، تاركة إياهم يعانون من أزمة هوية وفقدان لجدوى دورهم في اليمن، غارقين في إحساس عارم بالفشل في تحقيق ذاتهم والاعتراف بهم إرهابيين مرموقين من الدرجة الأولى.
وأكد حسن نصر الله اليمن عبد الملك الحوثي أنّ الجماعة بحثت منذ بدايتها عن وصف يليق بإنجازاتها بعيداً عن قالب الحركات التحررية التي أصبحت قديمة لا تحصد الأتباع “إن لم يكن كل ما فعلناه حتى الآن إرهاباً فما هو الإرهاب؟ إن لم نكن إرهابيين فماذا نكون؟ تجمع من العاطلين عن العمل الباحثين عن هواية لتزجية الوقت؟ مرتزقة؟ نادي رماية؟ بائعي خضار؟ نحن لم نرتهن لإيران وندمر البلاد وندخلها في حروب ومجاعات وأمراض لنكون مجرد حزب سياسي يمتلك فصيلاً مسلّحاً ويدعي بأنّ وجوده مهم لتوازن القوى في البلاد”.
وأضاف عبد الملك “لا أعرف ما الذي فعلناه ليعاملنا بايدن بهذه القسوة. أهذا جزاء أننا لم نستهدف الولايات المتحدة وأبراجها ولم نغتل الأمريكيين والأجانب؟ لقد حصرنا نشاطاتنا في نطاق اليمن، قتلنا وارتكبنا المجازر فيه، كل جرائمنا كانت داخل حدوده، أكان علينا نشر فيديوهات قنص الأطفال وتفجير البشر حتى يصدق أننا مثل الدواعش؟ ما الذي ينقصنا عن باقي التنظيمات الارهابية؟ نحن كحزب الله تماماً، أسير بالحوثيين على خطاه، حتى أنني شخصياً أقلد نصر الله بكل حركاته. إذاً كيف يعد هو ومنظمته إرهابيين ولا نعد كذلك؟ الله يرحم أيامك يا ترامب يا أصيل، كنتَ تقدر الجهد والتعب، لست مثل بايدن الذي فضحني بين الحركات الإرهابية ولوث سمعتنا وجعل مقعد الإرهاب شاغراً في اليمن كأننا لسنا موجودين”.
ووجه عبد الملك النداء لقيادات جماعته بالتعجل في مشاوراتهم بشأن هويتها الجديدة “نحن في مأزقٍ عميق، محمد بن سلمان لم يعد يملك أية حيلة أو قضية تجاهنا، وها هو يرضى بالحل السلمي كما أمره رئيسه بايدن، لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث، قد توافق الحكومة اليمنية على تقاسم السلطة معنا، وتتوقف إيران عن دعمنا، لمَ لا؟ لم يعد هناك منطق للحكم على الأشياء، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه قد يراود الشعب اليمني شعور بأنّ الحرب طيلة السنوات الماضية لم تكن سوى عبثاً بماضيه وحاضره ومستقبله وتضيع هيبتنا بعينه، علينا أن نرسخ هُويتنا حتى لو اضطررنا لخرق القواعد المتعارف عليها دولياً واتخاذ قرار أحادي الجانب بإعادة تسمية أنفسنا بالإرهابيين دون الرجوع لأمريكا”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.