الراعي الكذاب يعجز عن إقناع الناس بتصديقه هذه المرة وأخذ اللقاح
٢٦ يناير، ٢٠٢١

كان يا مكان، في قديم الزمان، عاش راعي أغنام في قرية صغيرة. في كل صباح كان يأخذ الأغنام إلى الجبل لتأكل ما تبقى من مساحات خضراء لم يبعها لأصدقائه، ثم يعود مساء بمعظمها إلى القرية بعد أن يتعشى على عدد منها ويقيم عليها وليمة لعائلته، ثم يخبر أصحابها أن الذئاب أكلتها.
وعندما يشعر بالملل، كان الراعي يرفه عن نفسه بالمزاح مع أهل القرية، فتارةً يخبرهم بوجود ضبع اختلقه ويطلب منهم محاربته، ليخرجوا ويجدوا أسوداً جائعة تفتك بهم، وتارةً يعدهم بتطوير أساليبه في رعاية أغنامهم، لتعود إليهم نحيلةً مريضة، أو يتسلى عند نفاد كذباته بإفلات كلابه عليهم.
وفجأة، دخل القرية وباءٌ خطير، فأخذ الراعي يصيح ويستنجد طالباً من أهل القرية التزام بيوتهم كي لا يهلكوا، فالتزموا، ثم أخذ يستغيث بهم مرة أخرى كي يخرجوا من بيوتهم ويعودوا إلى العمل كي لا يفتك بهم الانهيار الاقتصادي، فلبّوا دعوته وخرجوا، ثم طلب منهم البقاء في منازلهم بضعة أيام، ثم بضع ساعات، ثم الخروج، ثم الدخول، ثم العمل من المنزل، ثم العمل بنصف أجر، ثم العمل بلا أجر، ثم دفع أجره هو بينما يسرح ويمرح بأغنامهم على راحته، والأهالي يمرضون ويموتون.
وذات يوم، وصل إلى القرية لقاحٌ فعالٌ ضد الوباء، فنادى الراعي على الأهالي ولكن هذه المرة لم يأت منهم أحد، فقد اعتادوا عليه كذَاباً محتالاً؛ فمنهم من ظنّ أن الراعي ينصب له كميناً، وأنه يستدرجه ليقتله ويسرق أغنامه، ومنهم من ظنّ أن الراعي متآمر مع رعاةٍ من قرى مجاورة، أو أنه جلب اللقاح عبر صفقة مشبوهة، ومنهم من فضّل الموت على تصديق الراعي.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.