ماكرون: منذ متى صار الاستعمار وارتكاب جرائم الحرب جريمة نُطالبُ بالاعتذار عنها؟
٢١ يناير، ٢٠٢١
عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن امتعاضه من المطالبات الجزائرية بالاعتذار عن استعمار فرنسا للجزائر والجرائم التي ارتكبتها هناك على مدار مئة واثنين وثلاثين عاماً، مستنكراً السطحية والهوس بالذات اللذين يدفعان الجزائريين للتعامل مع جرائم الحرب وكأنها جريمة.
وقال إيمانويل إنّ هناك فرقاً شاسعاً بين الجرائم والانتصارات “الجرائم هي تلك التي يقوم بها الرعاع المتوحشون، من لا يرتدون زياً موحداً ويقترفون جرائمهم في منتصف الليل كاللصوص، محاولين المداراة عليها خوفاً من العقاب، أمّا جرائم الحرب فهي انتصارات عظيمة يسطرها جيش فاتح مهيب يرتدي بزات وبساطير عسكرية ويتلقى أوامره من رئيس دولة مُحترم متأنق ببدلة وربطة عنق ويشرب النبيذ في كؤوس مُذهّبة؛ تلك التي تحدث في منتصف النهار وعلى أعين العالم دون خوف أو وجل أو اعتذار وتعويضات”.
وأكّد إيمانويل أنّ الأمة التي تحترم نفسها تباهي بعدد الجرائم التي ارتكبتها عند استعمارها بقية الأمم “ما أحلانا والله ونحن نغزو الدولة ونمكث فيها أكثر من مئة عام دون ترك بصمتنا هناك. هل جئنا لنتسامر ونضحك ونلعب مع الجزائريين أم لنصنع التاريخ بسفك الدماء وقطع الرؤوس وأخذها معنا برفقة آثارهم كسوفونير نضعه في متاحفنا؟”.
وبيّن إيمانويل أنّ الجزائر أساءت فهم رغبة فرنسا بالتفاوض حول مسألة الاستعمار والجرائم “نعم، نحن نعترف بجرائمنا هناك، وقد طلبنا من المؤرخ بنجامان ستورا إعداد تقرير شامل عن هذه الجرائم بغية توثيقها كاملة؛ فهذا تاريخينا ولن نُفرّط فيه، ولكن من جاء على سيرة الاعتذار؟ لقد أبدينا رغبتنا بالتعاون والقيام ببعض الخطوات الرمزية من خلال المشاركة باحتفالات الحرب التذكارية، كعربون شكر لمشاركتكم في صنع تاريخنا”.
وأضاف “هذا لا يمنح الجزائريين الحق بمطالبتنا بالاعتذار عن إعادة كتابة تاريخنا من جديد، كي لا يذكرنا العالم بوصفنا الضعفاء الذين استسلموا وفروّا من الجيش النازي في الحرب العالمية الثانية”.