لايف ستايل، خبر

موظف يستغل استراحة الغداء ليستمتع بالطبيعية الخلابة أمامه

Loading...
صورة موظف يستغل استراحة الغداء ليستمتع بالطبيعية الخلابة أمامه

رغم واقعه كموظف في القرن الحادي والعشرين، لم يترك أنور شكرباطي الكرسي الدوار والمكتب ومشابك الورق والطابعة ونظام البصمة والاجتماعات والحواسيب الحديثة تبتلع روحه، بل استغل استراحة الغداء لتناول سندويشة الفلافل في أحضان أمه الطبيعة بمروجها الندية وأشجارها اليانعة وسمائها الصافية وينابيعها الرقراقة وكل ما توفره الشاشات المؤقتة لويندوز ١٠.

وكان أنور قد عقد العزم على تأمل الطبيعة منذ بضع سنوات “لكنّني لم أجد المكان المناسب، ولم ألحظ الصور الخلابة التي تظهر على الشاشة من قبل؛ إذ لم تتح لي فرصة التوقف عن استخدام الحاسوب لثلاثين ثانية، حتى جاء اليوم الذي وقف فيه المدير أمام مكتبي يوبخني على استخدام المكبس لجمع الأوراق من الجهة اليمنى بدل اليسرى، واستمر في توبيخي حتى فقدت الرغبة بالاستماع إليه ورحت أتأمل شاشتي؛ فرأيتها، وأغرمت بها، وعقدت العزم على زيارتها يومياً مهما كانت الظروف، وحتى في أيام العطل أثناء قضائي فائض العمل المتراكم خلال الأسبوع”.

وأكّد أنور أنّ نظرته للحياة اختلفت كلياً بعد هذه التجربة “بت انتبه لانعدام لياقتي للمشي في الطبيعة؛ فبدأت تمارين هز قدمي خلال العمل والمشي من وإلى الحمام ثلاث مرات يومياً على الأقل. كما أنوي الاهتمام أكثر بحياتي العاطفية وتخصيص ساعة يومياً لمشاهدة المواقع الإباحية تحسباً لتمكني من اصطحاب حبيبتي معي في واحدة من رحلاتي”. 

ويأمل أنور أن يعمم تجربته على جميع زملائه “تؤكد الدراسات الحديثة أنّ تأمل الطبيعة يومياً ولو لنصف ساعة ينعش الروح ويزيد الإنتاجية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الشركة ككل. سأقترح على المدير أن يسمح لي بترتيب رحلات جماعية في ساعات الاستراحة، لنتأمل فيها الطبيعة على الداتا شو”.

يُذكر أنّ ارتباط أنور بالطبيعة بدأ منذ طفولته المبكرة، حيث كان يترك أولاد الحي يلعبون كرة القدم في منتصف الشارع، ويجلس وحيداً فوق تلة صغيرة من الرمل الأبيض الذي جلبه جاره أبو فؤاد ليرفع سور منزله؛ يتأمل الخضراوات والفواكه الملقاة عند الحاوية وجداول مياه المجاري الخضراء تنساب أمام ناظريه والأكياس البلاستيكية تتطاير بين الغيوم، قبل أن يعتاد في الجامعة على تأمل الأشجار التي أجبر عميد كلية الفنون الطلاب على رسمها مقابل النجاح في مادته.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.