السلطات البحرينية تستنكر المطالبة بتحسين ظروف اعتقال الناشطين وكأنها أنشأت السجون لتدليكهم
١٤ يناير، ٢٠٢١

استنكرت السلطات البحرينية الحملة المستهجنة التي أطلقها سجناء الرأي وأهاليهم في سجن جو المركزي للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم، مؤكدة أنّها لم تكلّف نفسها عناء إقامة دولة وصياغة قوانين قمعية وتدريب أجهزة أمنية وبناء مؤسسات طويلة عريضة على رأسها السجون، كي تُرفّه عن المواطنين وتدلّك لهم أجسادهم وتمنحهم حقوقهم.
وعبّرت الحكومة في بيان لها عن استيائها من جهل السجناء وعائلاتهم “رغم وصولهم إلى مرحلة ممتازة من الوعي تتجلّى بتخليهم عن المطالبة بالإفراج والاكتفاء بالمطالبة بتحسين ظروفهم داخل المعتقل، إلّا أنّهم ما زالوا عاجزين عن فهم جوهر المسألة وأنّنا اعتقلناهم بالأساس لأنّهم قالوا رأيهم سعياً للقضاء على كل أفكارهم، ولم نعتقلهم ليبدوا آراءهم مرة أخرى حول ظروف الاعتقال ويطالبوا بتحسينها”.
وأضاف البيان “لم يكتفِ هؤلاء بالمطالبة بإجراء مكالمات هاتفية مع أهاليهم وكأنّ السجن فندق خمس نجوم، بل طالبوا بإقامة شعائرهم الدينية، رغم اعتناقهم مذهب غير الذي اختارته السلطات لهم”.
وشدّد البيان على أنّ المعضلة الأساسية تكمن في قصور فهم السجناء لمفهوم الحقوق “يا حبيبي أنت وهو، لو كنّا نعترف بأي حقوق لكم لما استضفناكم في سجوننا وتحفظّنا على حريتكم. عليكم فهم أنّ الحقوق مصطلح اخترعته الدولة الحديثة لحماية ممتلكاتها، وأي تحوير لهذا المعنى هو ضحك على اللحى ومحاولة رثة لمسايرة الشعوب”.
وفي هذا السياق، حمّل الخبير والمحلل الاستراتيجي عبد الحميد بن همام آل طابون مسؤولية ما يحدث مع السجناء للسلطات البحرينية “لقد اقترف آل خليفة غلطة لا يقترفها سوى المبتدئون؛ فاستولوا على البلد وسلبوا الشيعة والمعارضة جنسايتهم وحبسوهم ونكلوا بهم وأشاطوا غيظهم دون أن يقتلوهم جميعاً، ومن المعروف تاريخياً أنّ أي قبيلة تغزو قبيلة أخرى تُبيد الموجودين عن بكرة أبيهم كي لا يبقى فيهم ذكر واحد يطالب بأي حقوق”.
من جانبه، طمأن رئيس مصلحة السجون السلطات البحرينية “إنّ إضراب المساجين عن الطعام بادرة خير ودليل على فهمهم للواقع ورغبتهم بالتعاون؛ إذ بادروا من تلقاء أنفسهم بالتخلّي عن حق تناول الطعام قبل أن نسلبهم إياه بأنفسنا”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.