ما هي الأوراق المطلوبة لتقديم أوراقك للحكومة؟
عزيز النقطة - الناطق الرسمي باسم الناطق الرسمي باسم الحكومة
٠٧ يناير، ٢٠٢١
من المؤكد أنك ترى علاقتك مع الحكومة كدوامة من الوقوف في طوابير؛ تبدأ بالحصول على رقم دور عند المحاسب لتشتري منه طابعاً يسمح لك بانتظار دورك لاستلام طلبك قبل انتظار عودة الموظف ليخبرك أنَّ معاملتك تنقصها بعض الأوراق لتعيد الكرة من جديد، حتى صرت ترى أنَّ تقديم معاملتك بحاجة لمعاملةٍ بحد ذاتها.
والآن، ها أنت تقرأ هذا المقال باحثاً عن حلٍّ وافٍ يختصر عليك كل الإجراءات. ولكننا نستحلفك أن تتريث قليلاً وتسأل نفسك لِمَ تستكثر على نفسها كل هذه الإجراءات؟ ما الذي اقترفته الحكومة بحقك لتجافيها وتغترب عن حضنها الحنون الدافئ وتقلص زياراتك لدوائرها ودهاليزها؟ ما الفرق بينك وبين من يستخدم الواسطة ويتمَّ معاملاته دون زيارة أي مبنىً حكومي؟
إن علاقاتك مع الحكومة لا تعد علاقة دون لقاء شخصي خاص وحميم؛ تختلط بها وتتلاحم وتتكاتف وتُعجن بموظفيها وحيطانها وأدراجها وكراسيها وأوراق دورها ومكاتبها وأختامها ومشابك ورقها وأقلامها ومراجعيها اليوم وغداً والأسبوع المقبل. رجاءً، لا تحاول حصر الحكومة ومعاملتها لك بقوالبك المحدودة؛ فهي كيان، كيان حقيقي مستقل يأكل ويتنفس ويعيش وله احترامه لذاته، إياك وتجاهلها أو محاولة زعزعة علاقتك بها بأسئلة مهينة، وإلّا ستغضب عليك وتطلب ورقتين إضافيتين لتحضرهما مع طوابعهما وأختامهما.
حبيبي المواطن: كن على ثقة، أنّ الحكومة لا تُخبىء ما تريده من أوراق اعتباطاً أو دون إدراك لتداعيات هذه الخطوة عليها وعليك. كيف تتوقع منها أن تفعل شيئاً بشكل متوقّع؟ أتظن تتبع نظاماً ذا قواعد وأُسس عمل واضحة؟ أتظنها آلة؟ أين المتعة؟ أين الإثارة في حضورك جاهزاً برقم قيد هوية والدك، دفتر عائلة جدك الأكبر، جواز سفر أمّك، شهادة ميلاد بنت عمّك، وعدم محكومية زوج خالتك فقط؟
وحتى لو سايرتُكَ وافترضت أن الحكومة ترغب في تحقيق رغبتك بمغادرتها بسرعة، يمكنني القول إنها لا تعلم الأوراق المطلوبة لتقديم أوراقك لها، فهي تضع هذا الخيار بأيدي موظفيها، واثقة إلى أبعد الحدود بخياراتهم وحسن حكمهم على المواقف، احتراماً للفروقات الشخصية بينهم وتعزيزاً للابتكار وإنجاز المعاملات الإبداعي. فكن على استعداد لتقديم نتائج تحليل حمضك النووي – مثلاً- في زيارتك القادمة لها لدفع رسوم التصديق على عقد إيجار منزلك كي ترسله إلى البنك ليصدق على توقيعك وتمرره إلى دائرة الأحوال المدنية وتُحدِّث مكان سكنك حتى تُقدِّم طلب تغيير للمبة إنارة الحارة.
حياتي المواطن: إن زيارتك للحكومة – بالتأكيد – أسهل من زيارتها لك. تفقَّدها دائماً واطمئن على صحتها. انفتح على كافة الخيارات وكفَّ عن طرح الأسئلة العقيمة الجارحة. فمن يدري؟ قد تلتفت يوماً إلى الصواب وتجد نفسك وقد بدأت تُحبّ الحكومة، وتريد أن تستقر وتبني حياتك في كنفها.