الحكومة السورية تؤكد أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
٠٥ يناير، ٢٠٢١

يزن الشرشحاني- خبير الحدود لشؤون إدارة الخد الأيسر بعد تهشّم الأيمن من كثرة الضرب
أكدت الحكومة في سوريا الأسد، سوريا المقاومة، الباقية على عهد تثقيف وتهذيب المواطن، أكدت في صباح أحد الأيام غير المهمة للشعب السوري أنّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وبإمكانه العيش بالجري وراء الوقود والغاز والكهرباء وكل أزمة تخرج من يد الحكومة.
وكانت الحكومة قد أذلّت المواطن وجوَّعته ولم تطعمه المن، كي تعلمه أنّ هناك مسائل في الحياة أهم من الخبز والأرز والسكر واللحوم والكهرباء والغاز والماء والهواء؛ فأصدرت له البطاقة الذكية لتطلعه على أهمية رياضة التأمّل لأشهر في انتظار رسالة نصية تدرّبه على مهارة التخمين والقراءة بين السطور حين تقول إنّ “اسطوانة الغاز ووجبة الأرز وكأس الشاي جاهزة للاستلام، يرجى التفضل في….*جزء من النص مفقود*”.
وقد أدركت الحكومة حجم أزمة البدانة التي يمر بها المواطن الذي لا يشبع، المواطن الجاهل بثقافة الرياضة والرشاقة؛ فقررت أن تكون المبادرة في توعيته وإجباره على دخول برنامج حمية طويل الأمد من خلال تشجيع رياضة الوقوف على الطوابير، وذلك عقب صناعتها أقفاصاً على أبواب أفرانها تذكّره بسجونها فيهرب خائفاً منها، لكن إصراره على الاصطفاف داخل تلك الأقفاص لشراء الخبز، دفعها لرفع الدعم كلياً عن هذا المكوِّن المتآمر على سوريا ومواطنيها والذي يشجع على السمنة والاكتئاب والثورة.
يُذكر أنّ الحكومة السورية حاولت مراراً تطبيق فلسفتها بالحياة على المواطنين؛ فاستبدلت ماء الشرب بالبراميل المتفجرة، والهواء بالكيماوي، والشاورما بالصواريخ كي يحيا النظام ويكثر رجالاته ويمتلكوا البلد.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.