ماذا يخبئ لك العام المقبل؟ أنت تسأل والحدود لن تجيب عن أشياء إن تبدُ لكم تسؤكم
رامز مبخوت - رئيس تحرير الحدود قبل مجيء ٢٠٢٠ وبهدلتها له ومرمطته وخسفها لحياته إلى أن جعلته مساعد مراسل
٣٠ ديسمبر، ٢٠٢٠
خائفون؟ عاجزون عن تحديد طبيعة مشاعركم تجاه العام المقبل؟ تعانون أزمة ثقة مع العرافين والمنجمين الذين فردوا أوراق التاروت وأشعلوا البخور ووضعوا الكرات الزجاجية وشغلوا الموسيقى الغامضة وتحدثوا بصوت خفيض وفشلوا بإخباركم كم هو قمامة عام ٢٠٢٠؟ لا عليكم؛ فعطوفة الأستاذ رئيس التحرير الحالي، أرسل ثلثي طاقم مراسلينا البواسل ليستطلعوا السنة المقبلة وينقلوا ما تخبئه لكم من خوازيق وكوراث وأوبئة وزعماء مجانين وديكتاتوريين يرحلون.. ليأتي بعدهم ديكتاتوريون يفوقونهم سوءاً وصفقات قرن جديدة ومزيدٌ من التطبيع وصورايخ تسقط على المدنيين ومجاعات ومجازر، لكنكم مع ذلك تصرّون على معرفة أن الخيبات ذاتها ستقع مجدداً.
وعاد المراسلون من مهمتهم، عادَ المراسلون الذين كرمى لعينيكِ وعينيه اقتحموا المستقبل، عادوا، وهم الآن يرقدون جميعاً في المستشفى. وقد قرر رئيس التحرير عبد الكليك بيت واللايكات والمشاركات – الذي أصرَّ على ابتعاثهم والتضحية بهم – ألا يخبركم بما أطلعه عليه القادرون على الكلام منهم، حرصاً منه على سلامتكم وصحتكم النفسية.
وهكذا لن تعرفوا ما سمعه من المراسل سامي بلابل الذي أصابته جلطة في عينه عندما نظر من ثقب باب غرفة عام ٢٠٢١ في فندق المستقبل، أو ماهية الصوت المريع الذي سمعه رشيد ملايلة قبل أن تنفجر طبلة أذنه، حتى أنه رفض أن يخبرني أنا مساعد المراسل الوحيد في الحدود ما عرفه من ميمون كمطم قبل أن يدخل في غيبوبة قد تطول لسنوات.
أما الثلث المتبقي من المراسلين، فقد ابتعثهم رئيس التحرير إلى المستشفى للتبرع بالدم لزملائهم ومساعدة الممرضين في تثبيتهم أثناء خياطة جروحهم ودهن حروقهم بالمراهم، وتركني ها هنا لأختلق ما يخبئه لكم العام الجديد، ولكنني لا أحب تضليلكم؛ لذا، لا أملك سوى أن أتمنى أن يكون عاماً سعيداً، مليئاً بالأفراح والسعادة والحب وعدم الاختناق ليلاً أو الاحتراق بالوقود أو الغرق ببطء.