تغطية إخبارية، خبر

خاصية “الميموريز” تساعد ناشطاً على حذف صوره مع أبيات الشِّعر والأقوال المأثورة ومنشورات الحماس الزائد في بداية الربيع العربي

Loading...
صورة خاصية “الميموريز” تساعد ناشطاً على حذف صوره مع أبيات الشِّعر والأقوال المأثورة ومنشورات الحماس الزائد في بداية الربيع العربي

ينتظر الشاب وائل عبناري بفارغ الصبر حلول الثانية عشرة ليلاً كل يوم حتى يظهر إشعار على حسابه في فيسبوك يعلمه بوجود منشورات نشرها في مثل هذا اليوم من أعوامٍ سابقة. يدخل إلى تلك المنشورات، يفتح أحدها بأصابع مرتبكة، يحذفه باستعجال قبل الانتهاء من قراءته وهو يلعن الساعة التي نشر فيها صورته بنظاراتٍ شمسية ذات تصميم يوحي بالصياعة مع اقتباس “الزهرة التي تزهر في الشدائد هي الأكثر جمالاً وندرة”.

اعتاد الزهرة وائل ممارسة هذا الروتين منذ أن اكتشف قدرته على حذف منشورات ساذجة تراوحت بين مقولات مأثورة مرفقة بصورٍ تعبيرية رمزية لفتاةٍ باكية يسيل الكحل من عينيها و”كم إعجاباً تستحق صورة هذا الطفل المشرّد؟”، إلا أنه كان أكثر اهتماماً بالمنشورات التي تسبب الخيبة كلما رآها؛ مثل صورة الطفل الصارخ ذي الوجه المتشح بألوان علم بلد من بلدان الثورات، وكذلك صورة الأم في المخاض تحتوي شرحاً بأنها تعني الثورة لمن يستعصى عليه فهم الرمزية المعقَّدة للرسم. 

“ناضلت في الثورات العربية جميعها، ووقفت في وجه الاستبداد” يوضح وائل “وضعت روحي على كفي وكتبت: شدي حيلك يا بلد، والشعب يريد إسقاط النظام. كتبت تحليلات سياسية عميقة؛ مثل أن الشعوب كسرت حاجز الخوف بالمظاهرات، حتى بلغ بي الأمر حد المشاركة في مظاهرات افتراضية حين كان عدة مشاركين يكتبون هتافات موحدة على صفحاتهم. كانت لحظات مشحونة تعبق برائحة الكفاح وخطر مداهمة السلطات في أي لحظة، ولكن للأسف، لم يتفاعل أحد معي؛ كل ما حصدته بضعة لايكات من قبيل المجاملة. لم يقدر أحد نشاطي الثوري، فكان هذا مآل ربيعنا”.

ليست الخيبة وحدها ما يدفع ثائر إلى حذف منشورات الحماس الثوري “رغم طول لائحة منشوراتي، إلا أنه من الوارد جداً أن يسترسل أحد الإخوة في الأجهزة الأمنية في تصفحها إلى أن يصل إلى ما كنت أكتبه منذ عشر سنوات في أيام الحماس والشباب الطائش، وأخشى أن يدفعه ذلك إلى استضافتي لاستكمال تجربة الربيع العربي؛ فأشاهد أزهاره المتفتحة على أرض الواقع في أقبية الأمن”.

شعورك تجاه المقال؟