شاب يهدي نفسه سماعة لوالده
٢٣ نوفمبر، ٢٠٢٠
قرَّر الشاب ظافر الشيشطاوقي أخذ زمام المبادرة والتعامل مع مشاكله مباشرةً بإيجاد حلولٍ فورية لها؛ فأهدى نفسه سماعات هاتف يمنحها لأبيه، السيد أبو ظافر الشيشطاوقي، ليرفع صوت فيديوهات واتساب وفيسبوك التي يشاهدها بالقدر الذي يريد دون التسبّب بإزعاج باقي أفراد العائلة وتنغيص لياليهم.
وقال ظافر إنَّ الإنسان يستحق مكافأة نفسه بهدية قيِّمة بين الحين والآخر “لقد صبرت كثيراً على عدم اعتراف والدي بأهمية وجود زرِّ تخفيض الصوت على هاتفه. أعود يومياً للمنزل من العمل المليء بضحكات أمجد وصراخ لينا وبكاء سمير؛ أخلع حذائي وأرتدي بنطال البيجامة الفضفاض وأتناول العشاء معتقداً أنَّني سأرتاح قليلاً وأعيد شحن طاقتي لأبدأ يوماً آخر، لكنَّ والدي سامحه الله يقرِّر مشاهدة فيديوهاتٍ لحقائق غريبة عن الطيور المهاجرة في شهر سبتمبر أو كواليس صفقة القرن وكشف المستور عن رغبات الجزائر في احتلال فرنسا ووثائقي عن احتمالية وجود التنانين وكيف كذبت ناسا علينا وأخبرتنا أنَّ الأرض كروية مع أنها في الحقيقة مكعَّبة”.
وأكَّد ظافر أنَّ محاولاته السابقة كافة لم تُجدِ نفعاً أبداً “حاولت حشر نفسي في غرفتي لكنَّ الصوت يتسلل إليها دائماً. جرَّبت استغفاله وتخفيض صوت الهاتف أثناء استعماله الحمام لكنَّه يعود دوماً لمناداتي وإعلامي بأنَّ هاتفه تعطّل وعليَّ إصلاحه، وعندما قرَّرت معاملته بالمثل ومشاهدة يوتيوب بصوتٍ مرتفعٍ نهرني لأنني لا أحترم وجود آخرين معي في المنزل وأزعجهم بصوت هاتفي المرتفع”.
يُذكر أنَّ هذه المحاولة فشلت أيضاً في منح ظافر راحة باله؛ إذ بدأ والده بسؤاله عن كيفية وصلها بالهاتف والشكوى من ضعف صوتها والمطالبة بإصلاحها أو شراء غيرها، فضلاً عن اضطراره للصراخ في كلِّ مرَّةٍ يخطر في باله تعليقٌ على أحد الفيديوهات.