نقد فني: تشظّي ثنائية الغبار والمطر في لوحات عثمان ريش
معاذ شطّة - الناقد الفنّي والأدبي الحصري في شبكة الحدود
١٨ نوفمبر، ٢٠١٥
.يدهشنا عثمان ريش بطيرانه إلى حَدَقة الأفق، معبّراً بلغة الأثر/الحافر عن مناخات الوحدة والتوحّد الانفصامي، لتعيش شخوص لوحاته وزوار معرضه نفس التجربة النوعية في عذاب النفس والضمير وآلام العيون، حابساً إيّاهم جميعاً في إطار اللوحة والمكان.
حين نتورط في تجربة ريش ولطخات ريشته الغرائبية في مساحاته النفسية المتشظية، ينقلب السحر على الساحر، فيتحول المشاهد إلى اللوحة، واللوحة إلى مرآة تريك زوبعة الاضطرابات وإرهاصات الغثيان التي يتركها عثمان ريش في ملامح وجهك.
يقول ريش: أنجزت لوحات هذا المعرض خلال يومين ونصف، واستغرقتني اللوحة الأكبر أربع ساعات، حيث أخذ تلوين القماش وقتاً طويلاً جداً. وكما ترون هنا، وكما قال الناقد لي صباح اليوم، إن هذا الخط المتقطع في منتصف اللوحة يمثل خطّاً فاصلاً، يمثل الحواجز، أو اذا سمحت لي باستخدام كلمة، “الحدود”، ما بين الأشياء.
عثمان ريش يغادر دوماً إلى أحلام الانفتاح على الآخر، حيث يعرّي المرأة من التباس الأنثى، والرجل من تلبّس مدرائه، والفنان من مهمّة الفن المقدسة، فتغدو اللوحة نافذة على الفراغ الرائع.