دليل الحدود لمقاومة الإيحاءات الجنسيّة للخضار والفواكه
سعيد شعبوط - مراسل الحدود لشؤون ضبط النفس وكبح جماح الشهوات
١٨ نوفمبر، ٢٠٢٠
كلنا بشر، عاديون، لدينا ميول وشهوات ونزعات، ولا بدّ أنّك وقفت يوماً في محلّ الخضار والفواكه وسرحت قليلاً قبل أن تراودك الأفكار والنوايا. لا عليك، فأنت من البشر، عادي، ولديك شهوات، وقد يصعب على المرء مقاومة لمس هذه الثمار وشمّها وتحسس تكورها أو طولها أو طراوتها أو صلابتها؛
رجاءً، لا داعي للمراوغة والإنكار، أعرف أن لديك هذه الرغبات من إرسالك وتلقيك إيموجيات الباذنجان والخيار والدراق والكرز والموز والجزر والذرة، ناهيك عن صور البطيخ والرمان والكوسا وجورج كلوني والبرتقال أبو صرة.
قد تكون من الفئة التي حسمت أمرها وقررت الاستمتاع بها، وهنا، ليس لنا إلا أن نتمنى لك السعادة الأبدية مع خضارك وفاكهتك، أما إن كنت ممن يشعرون بوخز في الضمير جرّاء هذا الأمر، أو ممن حسموا أمرهم ولكنهم يخشون افتضاح أمرهم، فليس لنا سوى تقديم النصائح التالية لمساعدتك على تخطّي هذه المحنة:
١. مارس العادة السرية قبل التوجه إلى سوق الخضار: من شأن هذا الإجراء الاستباقي تخفيف توتّرك وحدّة تهيّجك ومساعدتك على العبور بين ممرات المحلّ بشكل طبيعي مثل بقية البشر من حولك.
٢. غضّ البصر: بالنظر إلى الجائحة الحالية، يمكننا القول إنك من المواطنين الواعين الملتزمين بوضع الكمامة على ذقونهم أو تعليقها على آذانهم، ولكن، حين تكون أمام الأصناف المريبة، ضعها على عينيك؛ فما لا تراه لن يثيرك. إياك أن تستسلم لنفسك وتنزل الكمامة لتسترق النظر إذا لامست يدك الصنف الذي تشتهيه، قاوم حتى لو وضعت كل الحبات التي اخترتها خارج الكيس.
٣. اكمش كمشاً: لا تمسك الأصناف المغرية وتتأملها واحدة واحدة. لا تضغط عليها لتتأكد من نضجها 😉، اكمش وارم بخشونة وعلى عجل في الكيس ولا تدعها تغوي يدك.
٤. شتت نفسك: اتصل بمديرك أو الحبيب السابق أو صديق تكرهه، وليكن الحديث عن الأحوال الجوية أو طول الإصبع الوسطى في قدمه أو افتعل شجاراً، ويفضل إجراء المكالمة حين تصل إلى الأصناف التي تضعف أمامها عادة. الأمر صعب؛ فقد تضطر لتقديم استقالتك أو قبول ثلاث مهام إضافية أو تقديم دعوة غداء في مطعم باهظ التكاليف أو القفز على ساق واحدة وأنت تغني أرنب أرنب أنا أرنب، ولكن عليك الاستمرار بالمكالمة حتى تنتهي من انتقاء ما تريد.
٥. اردم الفتنة: خذ الخلّاط معك إلى محلّ الفواكه واصنع الكوكتيل هناك. ضع فاكهتك في الوعاء وانقر على زر التشغيل لتحطّمها بلا رأفة وتقضي على الشهوة في ملعبها.
٦. اختر معركتك: رتّب الأولويات وكن ذكياً. لا تشترِ عدة أصناف مثيرة في يوم واحد؛ فشراء أكثر من صنف، أو حتى حبات كثيرة من الصنف الذي تشتهيه، قد يُضعف مقاومتك ويجعلك صريعاً لأهوائك.
٧. اطلب المساعدة: فالناس لبعضها كما تعرف، اطلب من البائع أن ينتقي لك الأصناف التي تذبل شخصيّتك أمامها. دعه يقوم بالأمر؛ فهو معتاد عليه، وغالباً لن يأتيك بالأصناف التي كنت ستختارها لأسباب عاطفية.
٨. اشبع رغباتك: على عكس النصيحة السابقة، عليك تفريغ شهواتك وتفريغها وتفريغها حتى تخلو من أي رغبة. افعل ما يحلو لك، وعلى مرآى من الجميع، عانق الفواكه وقبلها وداعبها وضعها أينما شئت، اشترها بكميات مهولة، وعندما تعود بها إلى المنزل افعل بها ما تشاء، على مدى ساعات وأيام وأشهر، حتى تمل منها.
٩. تسوّق في أوقات لائقة: قبل مغيب الشمس، أو نهاراً إن أمكن؛ فمعروف أن الليل وقت الشيطان ووسوسته ولعبه بالعقول، لذا، لا تتسوّق ليلاً، فتختلي بك هذه البضاعة السافلة وأنت في طريقك للمنزل وتباغتك تحت جنح الظلام.
١٠. لا تتسوّق: تحتاج هذه الخطوة أعصاباً من حديد؛ فهي تعني أن تقتل حبك بيديك، أن ترمي قلبك وتدوسه. استغن عن الفواكه والخضار الطازجة، واستعض عنها بالمعلّبات التي تكون فيها الفواكه والخضار غير مثيرة أبداً ولا على أي صعيد.
١١. الجأ للمحاكم: ارفع دعوى قضائية على كل الأصناف التي تتعمد إثارتك؛ فهذا خدش للحياء العامّ، وأنت بشر ولست فولاذاً، لا تستطيع كبت نفسك دائماً، ولا بد أن تنفجر وتفرقع إذا بقيت كل هذه الفواكه أمامك بهذا الشكل.