لايف ستايل، خبر

أب منفتح يضرب ابنه حتى يعلمه أن الرجال يمكنهم البكاء أيضاً

Loading...
صورة أب منفتح يضرب ابنه حتى يعلمه أن الرجال يمكنهم البكاء أيضاً

انهال السيّد أنور خرزة على ابنه بالضرب مستخدما قبضتيه وقدميه وحزامه وشبشبه، إلى أن اطمأن أن صوته وصل إلى الحارة المجاورة، وتأكد من انهمار الدموع من عينيه؛ والمخاط من أنفه؛ واللعاب من فمه، وذلك بهدف تعليمه أنّ البكاء ليس حكرًا على النساء، وأن الرجال بإمكانهم ذرف الدموع كما يحلو لهم.

وأوضح أنور أنَّه من جيلٍ تعلّم أنّ البكاء للنساء فقط، مشيرًا إلى أن هذا ليس خاطئًا فحسب؛ بل رجعيا ووحشيا “فنحن بشر لدينا قلوب وعواطف وأحاسيس، وعلينا بين الحين والآخر أنّ نُظهر رقّتنا ونبكي. إنني أصحّح الخطأ الفادح الذي ارتكبه والدي أثناء تربيتي؛ إذ كان يضربني لأتوقف عن البكاء بحجة أنّني رجل، أما ابني الحبيب، فإنّه لن يذوق ما ذقته، وسيفهم أنّه لا فرق بينه وبين أخته وأمّه اللتين أُبكيهما كل يوم”.

ويؤمن أنور أنّ ابنه سيشكره لاحقًا على تربيته بهذه الطريقة “لقد تغير الزمان، وعندما يكبر الولد ستكون الفروقات الشكلية بين الرجل والمرأة قد تلاشت، وسيكون مستعدًا لهذه اللحظة، فها هو الآن بات يبكي كلما رآني، والأيام المقبلة ستعلمه المزيد، لأنني أعامله تماماً كأخته؛ إذ أمنعه من الخروج من المنزل وأطلب منه كيّ قمصاني حين أرسلها لشراء سجائري، وبعد عمر طويل -إن شاء الله- سأشترط في وصيتي حصوله على نصف الميراث أيضاً”.

وأضاف “الآن، أنام مطمئناً إلى أن ابني عندما يتزوّج وينجب أولادًا، فإنه لن يكون وحشًا يضربهم كلما شاهدهم أمامه”.

من ناحيتها، قالت الستّ مروج بأنّ لزوجها طريقة غريبة في تعليم الأشياء “لكنها مُجدية، في أول يوم من زواجنا صفعني على خدّي حتى يثبت لي أنه يحبني، وعندما أنجبنا ابنتنا سميحة كان يضربها ليعطيها فكرة عن المستقبل؛ حتى لا تعيش حياة رغيدة آمنة ثم تنصدم بالواقع عندما تكبر وتصير امرأة”.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.