أب منفتح يضرب ابنه حتى يعلمه أن الرجال يمكنهم البكاء أيضاً
١٠ نوفمبر، ٢٠٢٠
انهال السيّد أنور خرزة على ابنه بالضرب مستخدما قبضتيه وقدميه وحزامه وشبشبه، إلى أن اطمأن أن صوته وصل إلى الحارة المجاورة، وتأكد من انهمار الدموع من عينيه؛ والمخاط من أنفه؛ واللعاب من فمه، وذلك بهدف تعليمه أنّ البكاء ليس حكرًا على النساء، وأن الرجال بإمكانهم ذرف الدموع كما يحلو لهم.
وأوضح أنور أنَّه من جيلٍ تعلّم أنّ البكاء للنساء فقط، مشيرًا إلى أن هذا ليس خاطئًا فحسب؛ بل رجعيا ووحشيا “فنحن بشر لدينا قلوب وعواطف وأحاسيس، وعلينا بين الحين والآخر أنّ نُظهر رقّتنا ونبكي. إنني أصحّح الخطأ الفادح الذي ارتكبه والدي أثناء تربيتي؛ إذ كان يضربني لأتوقف عن البكاء بحجة أنّني رجل، أما ابني الحبيب، فإنّه لن يذوق ما ذقته، وسيفهم أنّه لا فرق بينه وبين أخته وأمّه اللتين أُبكيهما كل يوم”.
ويؤمن أنور أنّ ابنه سيشكره لاحقًا على تربيته بهذه الطريقة “لقد تغير الزمان، وعندما يكبر الولد ستكون الفروقات الشكلية بين الرجل والمرأة قد تلاشت، وسيكون مستعدًا لهذه اللحظة، فها هو الآن بات يبكي كلما رآني، والأيام المقبلة ستعلمه المزيد، لأنني أعامله تماماً كأخته؛ إذ أمنعه من الخروج من المنزل وأطلب منه كيّ قمصاني حين أرسلها لشراء سجائري، وبعد عمر طويل -إن شاء الله- سأشترط في وصيتي حصوله على نصف الميراث أيضاً”.
وأضاف “الآن، أنام مطمئناً إلى أن ابني عندما يتزوّج وينجب أولادًا، فإنه لن يكون وحشًا يضربهم كلما شاهدهم أمامه”.
من ناحيتها، قالت الستّ مروج بأنّ لزوجها طريقة غريبة في تعليم الأشياء “لكنها مُجدية، في أول يوم من زواجنا صفعني على خدّي حتى يثبت لي أنه يحبني، وعندما أنجبنا ابنتنا سميحة كان يضربها ليعطيها فكرة عن المستقبل؛ حتى لا تعيش حياة رغيدة آمنة ثم تنصدم بالواقع عندما تكبر وتصير امرأة”.