مقتل كاتب هذا المقال
٢٢ يوليو، ٢٠١٣
في جريمة نكراء ضد حرية الإعلام والقلم الصادق ومهنة الصحافة، عثر في وقت متأخر من ليلة الغد على جثة كاتب هذا المقال في منطقة جبل الجوفة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن “مجموعة من الملثمين تربصوا بالكاتب فيما هو يغادر إحدى حانات وسط البلد وتعرضوا له بالضرب المبرح باستخدام الهراوات وزجاجات البيرة حتى قتل عن عمر يناهز الأربعين” ولا تستبعد التحقيقات قيامهم بشتمه أيضاً خلال التنكيل به. وتشير كافة الدلائل إلى أن مقتل الكاتب جاء على خلفية هذا المقال.
وفي معرض رد مسؤول وحدة مكافحة الجريمة على سؤال الحدود الإخبارية عن الدوافع، وضح لنا: “من الطبيعي أن يستفز الكثيرون من هكذا مقال، كان بالتأكيد لدى الكاتب الوقت الكافي ما بين كتابة “المقاله عن مقتله” ومقتله لكي يتوجه لأقرب مركز أمني والتبليغ عما يستشعره”. وتشير ملابسات الجريمة والدلائل الأولية إلى أنها حدثت “عن سابق إصرار وترصد، إذ يبدو أن الملثمين، وبعد قراءتهم المقال، قاموا بالبحث عن هوية الكاتب ومكان سكنه. ومن غير المستبعد أنهم راقبوه لفترة أسابيع”.
يذكر أن هذا المقال أثار استياء الكثيرين وتم وصفه ب-“المستفز”. و من المعروف أن كاتب المقال واجه العديد من الانتقادات بسبب ما دعاه البعض “قفزاً عن المهنية، ونقلاً للأخبار التي تتعدى مسؤوليته الصحفية”. ويرى البعض أن هذا المقال لا يتجاهل فكرة إستحالة كتابة مقال من قبل كاتب مقتول فحسب، لكنه يتجاهل استحالة أن يُقتل كاتب مقال بسبب مقال يتحدث عن مقتله بسبب المقال نفسه في الأساس أيضاً. وتعتبر هذه الجريمة هي الأولى من نوعها في الأردن، من حيث استحالتها ودوافعها، مما يشير إلى مدى تأثير المقال، والكاتب، ومقتله، ومقاله على الرأي العام الأردني، إن لم يكن العالمي أيضاً.