السلطات الجزائرية تؤكد انتهاء “الحراك المبارك” وعودة الحياة والاعتقالات إلى طبيعتها
١٠ أكتوبر، ٢٠٢٠
أكّد رمز الثوار والأحرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنّ الحراك الشعبي المبارك انتهى منذ اعتلى كرسي الرئاسة، مشيداً بجهود الشعب الذي سطَّر البطولات حتّى حقّق النصر ومنح الجزائر يوماً وطنياً جديداً للاحتفال به، مُشدّداً على أنّ وتيرة الحياة اليومية عادت إلى طبيعتها، كما عادت الاعتقالات إلى معدلاتها الاعتيادية.
ولم يُخفِ عبد المجيد حنينه إلى أيام الثورة “بخليط من الفخر والحنين، أتذكر تلك الأيام الجميلة، حين كنت أقاوم إلى جانب الثوار من موقعي في رئاسة الوزراء. كان حراكاً مباركاً ولطيفاً وألف مبروك على انتهائه، لكنّنا اليوم نقف جميعاً، يداً بيد، أمام مهمة إعادة بناء الوطن الصعبة وعلينا جمع شتات أنفسنا للحفاظ على معدلات الاعتقال الطبيعية التي تعوَّدنا كلُّنا عليها، ومن جانبني، أتعهّد أمام الله وأمامكم جميعاً أن أحافظ على التنوّع واعتقل الكبير والصغير، الجاهل والعالم، الطالب والأستاذ، وأن أصون حصة الأخوة الأمازيغ التاريخية المعتادة من الاعتقالات”.
وشدَّد عبد المجيد على أنَّ بناء جزائر جديدة بسواعد الحراك المبارك لا يعني أبداً انسلاخ الدولة عن عاداتها وتقاليدها الأصيلة “نحن نُركّز جهودنا حالياً على اعتقال الطلاب كي يترعروا في بيئة وطنية ويحتفلوا بتخرجهم داخل السجون كما اعتاد أبناء الوطن الحقيقيين أن يفعلوا، قبل أن يخرجوا من المعتقل رجالاً ونساءً أقوياء ويوقعون عقود عمل قبل التشغيل كالتي وقعها أهاليهم، ثمَّ يصوتوا على الدستور الجديد، الذي يضمن كل التعديلات التي طالبوا بها؛ فلم يعودوا مجبرين على طلب ترخيص من أجل التجمّع والتظاهر، وما عليهم سوى طلب تصريح للقيام بذلك”.
في هذا السياق، رجَّح خبراء سياسيون أنّ هذه ستكون المرة الأخيرة التي يُبارك فيها عبد المجيد للجزائريين بانتهاء حراكهم، وذلك ترسيخاً لضرورة عودة الحياة الجزائرية كاملة إلى طبيعتها، بما في ذلك الامتناع عن ذكر أي تظاهرة أو حراك يحدث في البلاد، والاكتفاء بالاحتفال بالتحرُّر من المستعمر الفرنسي فقط.