فاعلو خير يشكِّلون فرقة لتشجيع فتاة تمارس رياضة الركض
٢٩ سبتمبر، ٢٠٢٠
شكّل مجموعة شبَّان من حارة أم التنابل، مُحبُّون للخير والعطاء وخدمة المجتمع دون مقابل، فرقة تشجيع لرفع معنويات الفتاة سحر مِرشعون، التي تجرَّأت على مواجهة الصعوبات والتحديات، وتحطيم الحواجز، وتحويل الحلم إلى حقيقة، والدهون إلى عضلات، بممارستها رياضة الركض في الحارة.
وتوزّع عدد من أعضاء الفرقة أمام باب الدكان والقهوة ونوافد المنازل والأسطح ومداخل الحارة ومخارجها وعلى طول الطريق الوحيد الصالح للمشي أو الركض في الحارة، مُردِّدين هتافات حماسية تخلَّلها تصفير وتصفيق وصيحات إعجاب، فيما تفرّغ آخرون لمواكبة الفتاة والركض وراءها للهمس في أذنها ومحاولة لمس جسدها وتحفيزها على الركض بسرعة أكبر.
يقول العضو المؤسس في الفرقة، الشاب كُ.أُ. إنّ الفكرة بدأت بشكل عفوي وفردي “كان داوود جالساً بباب القهوة يطالع هاتفه بحثاً عن إعلان وظيفة أو فيديو مضحك عبر واتساب، قبل أن يلمح سحر تخرج من باب عمارتها بملابس الرياضة؛ ففزَّ من فوره مُصِّفراً بشكل لاإرادي لخلدون الذي كان قد غادر المنزل ليدخن سيجارة بعيداً عن أعين والديه، حيث غمز بدوره لمدحت وحثّه على مناداة بقية الشباب، وبلمح البصر عمّ الغمز واللمز والتهليل أرجاء الحارة، وغمرنا سحر بدعم لم تحظ به حتّى سناء ابنة الحارة المجاورة حين ارتدت الفيزون للمرة الأولى والأخيرة”.
وأكّد كُ.أُ. أنّ تفاعل الشباب مع العمل التطوعي جعله يؤمن بإنسانية أبناء حارته “أدركت مقدار الإيجابية والاستعداد لفعل الخير ورميه في الشارع. شارك الجميع دون استثناء ونجحوا بارتجال عبارات تشجيع تعجز أفضل فرق التشجيع في العالم عن الإتيان بمثلها، والتي طمأنتها بأنّها لن تكون وحيدة، ولن تضطر لدفع مبلغ طائل للجري على آلة الركض في نادٍ رياضي كي تسأنس برفقة المتدرِّبين”.
وأضاف “وكما يُحب اللاعب تشجيع الجماهير، فإنّ الجماهير تعشق تفاعل اللاعب معها، وسحر كانت كريمة مع جمهورها العريض، حيث بدأت بممارسة تمارين رياضية أخرى إلى جانب الركض؛ مثل تليين رقبتها من خلال تحريك رأسها يميناً ويساراً أثناء الركض، وحين تحمّست، راحت تلعب الملاكمة والركل حتى كادت تُصيب عدداً منّا بالخطأ. أعتقد أنّ تشجيعنا لها ساعدها على ممارسة قدر من الرياضة يكفيها للأبد، لأنّنا لم نشاهدها تركض في الحارة مرة أخرى بعد ذلك اليوم”.
وشدّد كُ.أُ. على أنّ اختفاء سحر لن يحول دون استمرار تشجيع شباب الحارة لها “فقد ساعدتنا مجاراتها بالركض على تحريك عضلاتنا وعظامنا، لذا سنشجعها تحت نافذة غرفتها حتّى تتحمّس وتعود لرياضة الركض، كما سنسعى للحصول على رقم هاتفها من صديق وليد الذي يعمل في محل الهواتف المحمولة، لنرسل لها صور أجسادنا الرياضية علّها تقتنع بأهمية الرياضة مرة أخرى”.