شاب خسيس يستعرض قدرته على ربط حذائه لأنه لا يملك كرشاً مثلك
٠٧ سبتمبر، ٢٠٢٠
سليم شبرق – مراسل الحدود لشؤون المتغطرسين
قرر الشاب الثلاثيني رمزي بؤتم عرقلة سير المشاة ومضاعفة الحيّز الذي يشغله من مساحة الرصيف المزدحم بانحنائه ليربط حذاءه، مقرفصاً بالوضعية الصحية السليمة للعمود الفقري، ثانياً جسمه بخِفة، ليتباهى بكونه بطلاً رشيقاً شطوراً يعرف كيف يعقد الرباط على شكل أذني أرنب كما تعلمنا جميعاً في الصف الأول.
ورغم ادعاء رمزي أنّ تصرفه كان عفوياً، إلّا أنّ جميع الدلائل تُشير إلى أنّه أقدم على هذا الفعل الخسيس لإغاظتك أنتَ شخصياً، حيث إنّه لم يكتف بربط فردة حذائه اليمين، بل أعاد ربط الفردة اليسار أيضاً مُستعرضاً قدرته على التوازن لثانيتين ونصف كاملتين دون أن تظهر عليه علامات الإرهاق أو تتكون على جبينه حبات عرق أو يحمرّ وجهه ويعلو صوت أنفاسه، ثمّ رفع رأسه وأخذ يتبختر بتعجرف، مُتظاهراً بعدم انتباهه لكرشك الممتد والذي يمنعك من رؤية قدميك لتربط حذاءك كما يفعل.
وقد قلّبت هذه الحادثة المواجع عليك، وفتحت دفاتر قديمة اعتقدت أنّها أُغلقت مذ قرّرت التوقف عن محاولة اتباع نظام صحي ولعب الرياضة وشرب كأس ماء فاتر مع الليمون للتخلّص من كرشك؛ فأجبرك رمزي على تذكر التنمّر المُمنهج الذي مارسه عليك زميلك خالد حين كان يتعمّد ارتداء التيشيرتات الضيقة والجلوس مُبتسماً شامتاً على كراسي الاستراحة رافعاً قدميه على حافتها، ومرّت أمام عينيك أدراج المدينة ومقاعدها، التي هُمت على وجههك باحثاً عنها لتجلس على أحدها وتتنفس بعمق قبل أن تحاول ربط حذائك كي لا تتعرقل به.
ولا ننصحك بالسماح لنذل عديم المشاعر والدهون مثل رمزي بالتأثير على ثقتك بنفسك كي لا تدخل موجة من الحزن والكآبة لن يخرجك منها سوى التدخين والكحول والشاورما والدبل تشيز برغر والبطاطا المقلية، وتُصبح عُرضة لأن يُهينك أي نحيف تافه يسحل البنطلون عن خصره دون حزام.