شاب يلتقط صورة تذكارية جديدة ليضيفها إلى مجموعة الصور التي لن يراها طيلة حياته
٠٣ سبتمبر، ٢٠٢٠
وثّق الشاب منير فرطع لحظة جديدة من لحظات حياته الجامحة، بالتقاط صورة جديدة برفقة صديق طفولته وهما يأكلان البرغر في مطعم للوجبات السريعة، واحتفظ بها على هاتفه إلى جانب صور تخرجّه من الجامعة ويومه الأول في العمل ويوم طرده من العمل وصور عيد ميلاد سناء وحفل طهور ابن خالته، وتلك الصورة التي التقطها حين فاز بلعبة التريكس، والتي لم يرَ أيّاً منها منذ التقاطها.
وبعد التقاط عشرات صور السيلفي إلى جانب البطاطا والصوص الحار، أجبر منير صديقه على التقاط حوالي ٣٦ صورة له وهو يحمل البرغر في يديه وعلبة البيبسي أمامه على الطاولة، وعشر صور حمل فيها البيبسي في يد والبرغر في يد أخرى، وعشرين للندى الذي يقطر من علبة البيبسي وخيوط الشمس تُداعب السمسم فوق حبة البرغر، قبل أن يتبادلا الأدوار فيصوّر هو صديقه عشرات الصور من بينها صورة عفوية وهو يمسح العرق عن جبينه أعجبت منير فأضاع قرابة نصف ساعة وهو يحاول التقاط صورة مشابهة لنفسه.
وأكّد منير أنّه مُمتن لأنّه يمتلك هاتفاً ذكياً يُساعده على تخليد الأوقات السعيدة بأفضل طريقة ممكنة “نستطيع اليوم التقاط مئات الصور للحصول على الزاوية المطلوبة وتعابير الوجه المناسبة. لقد تخلصنا من عبء الماضي الثقيل، حين كانت عملية التصوير مُعقدة ومُكلفة لمجرد التقاط صورة عفوية واحدة لذكرى عظيمة يتم تحميضها وتعليقها على حائط العائلة، لتضطر للعيش إلى الأبد مع لقطة مُكبّرة يظهر فيها كرشك المتدلي أو عيناك الحمراء أو المغلقة”.
ويُصرّ منير على الاحتفاظ بهذه الصور رغم الضغط الذي تُشكّله على هاتفه واضطراره لحذف بعض تطبيقاته بسبب امتلاء الذاكرة، وينقلها من هاتف إلى آخر كُلّما اشترى واحداً جديداً، كما يحتفظ بنسخة منها على اللابتوب، منتظراً أن تأتي اللحظة المناسبة ليمسحها بعد اختيار صورة أو اثنتين من كُل مجموعة صور متشابهة للاحتفاظ بها، على أمل رؤيتها بعد أعوام والتحسّر على تلك الأيام الرائعة، أو وضع واحدة منها كصورة شخصية على الفيسبوك.