مرشح رئاسة الجمهورية اللبنانية المستقل إيمانويل ماكرون يستهل حملته الانتخابية بزيارة فيروز
٠١ سبتمبر، ٢٠٢٠
بعد عقود طويلة تعرَّض خلالها اللبنانيون للحملات الانتخابية التقليدية ذاتها، والمرشحين العاجزين ذاتهم مع صورهم وشعاراتهم ووعودهم والنتائج الكارثية ذاتها. بعد أن طالهم من اليأس والتعب ما طالهم، واعتقدوا ألّا خلاص لهم سوى بالهجرة أو الموت في المظاهرات، نهض طائر الفينيق من رماد مرفأ بيروت، ابن الشعب البار ومخلّصه، المرشح المستقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نهض ليطبطب على المنكوبين والثكالى ويكفكف دموعهم ويبشرهم بمستقبل رائع مُشع كإشعاع وجهه الوسيم. يحنو على المساكين وينصر الضعفاء ويواسيهم بكلام فرنسي رقيق، داعب وجدان الناخب اللبناني وأحيى حلمه بأيام عادية يشوبها الاستقرار.
ولعلم إيمانويل بأنّ ظهوره مع السياسيين اللبنانيين سيشوه صورته ويُقلّل حظوظه الانتخابية، استهل حملته الانتخابية بدعوة نفسه على فنجان قهوة في منزل فيروز، مستغلاً أنه إن مرق عليها أم لم يمرق مش فارقة معاها، حيث أهداها قطعة معدنية تشبه النجمة أو ندفة الثلج معلقة بشريط أحمر، وأكّد لها أنه سيجعل العثور على شادي مهمته الشخصية فور الفوز بالرئاسة، وينشئ قاعدة عسكرية للدفاع عن لبنان، لكنّ ضيق الوقت لم يسمح لهما بالحديث عن مصير جورج عبد الله.
ورغم عجزه عن الحديث بالعربية، شق إيمانويل طريقه لقلوب الناخبين، حيث مشى في شوارع لبنان على قدميه وصافح المواطنين وربت على أكتافهم، قبل أن ينضم إلى حلقة دبكة وسط العاصمة بيروت، ثم تناول الكبة النيئة والصفيحة البعلبكية والتبولة مع عرق متلت بلدي أصيل، قبل أن ينتقل إلى القهوة التي على المفرق ليشرب المتّة بحضور لفيف من الصحفيين والمصورين، ويُلقي خطبة تعهد خلالها ببذل قصارى جهده ليعبر بلبنان الأخضر إلى بر الأمان ويجعله Le vert Liban.
وفي معرض سؤاله عن سبب تركه أخت بلاده المكتظة بالمتظاهرين وحشر أنفه في لبنان، أكّد إيمانويل أنّه يشعر بالحب والألفة أكثر هنا في بلده الثاني، حيث تتضاعف حظوظه الانتخابية حين يُقارن بأي كان من النخبة الحاكمة.
من جانبه، وصف المحلل السياسي فريد زحلف خطوة ماكرون بترشيح نفسه للانتخابات في لبنان بالمتهورة “عليه أن يكون رئيساً عن بعد، يمكنه أن يوظّف مجموعة من المندوبين السامين في الدولة، فينفذ كل سياساته دون أن تتأثر جماهيريته أو يرى صورته مُعلّقة على المشانق في المظاهرات. نعم، هذا ما يفعله جميع رؤساء لبنان”.